الطائر الأخضر

الأولى 2024/09/22
...

 كتب: رئيس التحرير

حملة انتقادات تطال الخطوط الجويَّة العراقيَّة هذه الأيّام. وتوقيتها يكشف عن انعدام متابعة لعمل وزارة النقل عموماً ولعمل الخطوط الجويَّة على الأخصّ، لأنَّ أدنى مقارنة بين جهد الوزارة خلال عقدين كاملين مع الجهد نفسه في العامين المنصرمين تكشف عن أنَّ ما تحقق خلال السنتين حمل تطويراً لقدرات وتصحيحاً لإخفاقات ووضع خططاً استراتيجيَّة لم تكنْ موجودةً والمباشرة بمشاريع غير مسبوقة.
المستغربُ أنَّ انتقادات هذه الوسائل الإعلاميَّة تركّزت على ما أسمته تراجعاً في عمل الخطوط الجويَّة في حين أنَّ الإحصائيات تكشف عن أنَّ عدد الرحلات التي قامت بها الخطوط في الشهر الماضي "آب" كان 2372 رحلة، وهو رقم قياسيّ في تاريخ الطيران العراقي، وبمقارنة مع عدد الرحلات قبل ثلاث سنوات سنجد أنه تضاعف مرّتين.
والأمر نفسه يمكن أنْ يقال عن الإيرادات، ففي الوقت الذي كانت إيرادات الخطوط لا تتجاوز سقف السبعة مليارات دينار قبيل تسلّم حكومة السوداني مهامَّ عملها، نجد أنَّ الإيرادات اليوم تصل إلى 25 مليار دينار.
وفي ما يتعلق بملفِّ الطائرات العاطلة "وهو ملفّ أخذ نصيباً وافراً من الانتقادات" نشير إلى أنَّ الوزارة استطاعتْ خلال هذا العام إصلاح 12 طائرة وهو عدد يشكّل نصف الطائرات العاطلة بالضبط.
كلّ ذلك لا يعني أنَّ عمل الخطوط الجويَّة بلغ مرحلة مثاليَّة وأنْ لا مشكلات فيها تستحقّ أنْ يشار إليها بالنقد والتقويم، لكنَّ إنصاف خطوطنا الوطنيَّة وتثمين الجهد الذي تقوم به كوادرها أمر في غاية الأهميَّة.