استنفار عراقي لدعم لبنان

الأولى 2024/09/24
...

 بغداد: الصباح

 كان يوم أمس يوماً عراقيّاً، لدعم لبنان بامتياز، لا شيء يعلو فوق صوت "نحن معكم"، "لبنان القطعة من الجنّة"، عاش يوم أمس يوماً طويلاً امتزجت فيه دماء الشهداء والجرحى مع البحر والجبل جرّاء القصف الوحشي الإجرامي من قبل جيش الكيان الصهيوني، ومع ذلك فإنَّ عزيمة اللبنانيين لم تتزعزع، بل ازدادت إصراراً، لمواجهة هذا العدوّ الغاشم.
التضامن والموقف العراقي ابتدأ ببيان مكتب المرجع الديني الأعلى السيّد علي السيستاني الذي ندَّد بالعدوان الصهيوني الغاشم وبأساليبه المتوحِّشة.
وأعربت المرجعيَّة الدينيَّة العليا عن تضامنها مع اللبنانيين ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، داعية إلى "القيام بما يُسهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانيَّة".
ورغم انشغالاته في اللقاءات بنيويورك، إلّا أنَّ لبنان وبيان المرجعيَّة الدينيَّة العليا، لم يغيبا عن رئيس الوزراء الذي سارع بإصدار بيان تضمَّن دعوة العراق لعقد اجتماع طارئ لقادة وفود الدول العربيَّة (المتواجدين حالياً في نيويورك)، والعمل لعقد قمَّة إسلاميَّة لبحث تداعيات العدوان الصهيوني على شعبنا الآمن في لبنان.
وقال السوداني: "العراق، حكومة وشعباً، يقف وقفة الحقِّ والعدالة والمبادئ، مستنداً إلى كلِّ ما جاء في بيان مكتب المرجع الأعلى السيّد علي السيستاني، الذي تضمَّن دعوته لبذل كلِّ الجهود لوقف العدوان، ومساعدة لبنان وشعبه في مواجهته الشجاعة للاعتداءات الإجراميَّة الصهيونيَّة التي أدَّت إلى استشهاد المئات من أبنائه البررة، وجرح الآلاف من المدنيين الآمنين".
وبحسب مراسل "الصباح" في بيروت، فإنَّ عدد الشهداء بلغ حتى كتابة هذا التقرير 492 شهيداً و1645 جريحاً مدنيّاً.
وأعلن رئيس الوزراء المضيَّ في تنظيم الجهود ونقل المساعدات التي يحتشد فيها الجهد الشعبي والرسمي من خلال جسر جوّي وبرّي.
بدوره، أدان الإطار التنسيقي "هذه الجرائم التي تنفذها آلة الحرب الصهيونيَّة ضدَّ المواطنين العُزّل في الضاحية الجنوبيَّة وبقيَّة مدن لبنان"، مؤكّداً أنَّ "بيان المرجعيَّة العليا يشكّل خارطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم والإسناد بأشكاله كافة".
كما دعا السيّد مقتدى الصدر إلى "رفع الأعلام اللبنانيَّة والفلسطينيَّة إلى جنب العلم العراقي فوق سطوح المنازل والمحال والعمارات وفي الطرق والأزقة"، بينما دعا الشيخ قيس الخزعلي إلى تقديم المساعدات الإنسانيَّة اللازمة إلى لبنان وفتح أبواب التبرّعات أمام العراقيين استجابة لبيان المرجعيَّة الدينيَّة العليا.
وضمن المواقف الوطنيَّة، أعلنت هيئة الحشد الشعبي انطلاق الحملة الإغاثيَّة الشعبيَّة الكبرى في العراق بعنوان (فزعة عراقيَّة)، كما بدأت العتبتان العباسيَّة والحسينيَّة المقدَّستان تسيير قافلة طبيَّة كبرى لإغاثة الشعب اللبناني.
واستجابة لنداء المرجعيَّة الدينيَّة العليا، أعلنت شبكة الإعلام العراقي بمجلس أمنائها ورئاستها وكوادرها، وقوفها التام إلى جانب لبنان، واستنفار تغطياتها الإعلاميَّة وتسليطها الضوء على جرائم العدوان الصهيوني في لبنان وغزّة.
يشار إلى أن مواطناً عراقياً استشهد أمس جراء القصف الصهيوني في جنوب لبنان.