إجماع!

الأولى 2024/09/25
...

 كتب: رئيس التحرير 


في المواعيد الإنسانيَّة والأخلاقيَّة الكبرى دائماً ما نشهد إجماعاً عراقياً في المواقف. والشواهد على ذلك أكثر من أنْ تُحصى. غير أنَّ الحدث اللبنانيّ الذي هو الآن الأبرز والأفدح، دليل على ذلك لمن تنقصه الأدلّة.

الموقف العراقيّ متماسك تجاه لبنان في محنته رسمياً وشعبياً، دينياً ومدنياً. وإذا كنّا اعتدنا على حراك سياسيّ وإعلاميّ عراقيّ صاخب أحياناً بسبب تباين الآراء وحريَّة التعبير عنها، فإنَّ العدوان الوحشيّ على جنوب لبنان جَمَع التوجّهات المتباينة على أمرٍ سواء، نظراً للحمولة الأخلاقيَّة التي في هذا الحدث، ولأنَّ العراق أكثر من أيِّ دولة أخرى أعلم من سواه بما تتركه هذه المآسي الإنسانيَّة على أجساد وأرواح الناس أفراداً ومجتمعات. فقد جرَّبنا الحروب وكوارثها والنزوح وويلاته، وخرجنا من تلك المخاضات العسيرة بذخيرة أخلاقيَّة قادرة على استشعار آلام

 الآخرين.

موقف المرجعيَّة العليا كان كالعادة سبّاقاً إلى فتح أبواب التضامن، أعقبه الموقف الحكوميّ الرسميّ الذي كان أبرز تمثلاته التوجيهات الثلاثة التي أصدرها رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني والقاضية بتمديد سمات دخول اللبنانيين، وإعفاء المقيمين المخالفين من العقوبات، والاستمرار بمنح سمات الدخول لهم مجّاناً.

الأمر نفسه يصدق على مواقف الرئاسات وزعماء الكتل والجسد السياسي بعامّة، وكان لمبادرة السيّد مقتدى الصدر زعيم التيار الوطني الشيعيّ أثرٌ فوريّ وفاعل بإرسال المعونات الماليَّة إلى مؤسَّسات الدولة اللبنانيَّة لإيصالها إلى مستحقيها من ضحايا العدوان الصهيونيّ الهمجيّ. 

في المواعيد الإنسانيَّة الكبرى يحصل في العراق إجماعٌ تامّ.