آثار نفسية للرسوب في الامتحانات

منصة 2024/09/26
...

الوالدان.. هما السبب
يعودُ السببُ الرئيسُ لظاهرة انتحار الطلبة بسبب رسوبهم في الامتحانات النهائيَّة، الى طريقة تعامل الوالدين مع أبنائهم، لا سيما الأب، وتشيع بين هذا النوع من الآباء أساليب التهديد والوعيد والتحقير، فقبل الامتحان يهددُ الأبُ ابنَه قائلاً: (شوف ولك.. إذا رسبت ما أريد أشوف شكلك)، ولا يدرك هذا الأب أنَّ هذا التهديد يؤثر سلباً في حفظ ابنه للمادة، لأنَّ فكره سينشغل بما سوف يعمله أبوه به. وإنْ رسب فإنَّ أباه سيُسْمِعَه عبارات التحقير (غبي، ما تصيرلك جاره، الله ابتلاني بيك).
ولهذه الظاهرة وجهٌ آخر يتعلق بهذا النوع من الطلبة، فرغم توفير كل الأجواء المناسبة لهم من تكييف في غرفهم ومدرسين خصوصي، فإنَّ هناك تكاسلاً عند بعض الطلبة وعدم الرغبة في الدراسة والاجتهاد، مقارنة بزمان آبائهم وأمهاتهم يوم كانوا يتسابقون في النجاح وهم يدرسون على ضوء الفانوس واللالة، وما فكروا يوماً في الانتحار. ونوضح نقطة مهمة، إنَّ التعنيف من قبل الأهل قد لا يؤدي وحده الى انتحار الطلبة، فكثيرٌ من أبناء جيلنا تعرضوا لهذا التعنيف وما انتحروا، ما يعني أنَّ الأمر ارتبط الآن بدخول عاملٍ جديدٍ رافق الضعط الأسري هو الغزو الثقافي الذي بدأ يعطي ثقافة الانتحار والتمرّد على الأسرة والأهل ويصفها بالحريَّة الشخصيَّة، وإيصال فكرة أنَّ الانتحار عمليَّة سهلة للتخلص من الضغوط، فضلاً عن أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في إبعاد هؤلاء الشباب عن الدين الذي ينبّه ويحذّر من أنَّ الانتحار حرامٌ في الدين الإسلامي، وأنَّ مصير من يرتكبه هو جهنم، بجريمة قتل النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق.
ما المطلوب سايكولوجياً؟
الشرط الأول للحد من ظاهرة انتحار الطلبة بسبب رسوبهم في الامتحانات النهائيَّة هو أنْ يكون تعامل الوالدين بتوفير أجواءٍ نفسيَّة مريحة لأبنائهم خلال أدائهم الامتحانات النهائيَّة، تنّمي لديهم الثقة بالنفس والطموح في أنْ يكون مهمَّاً في المستقبل، وبعيدة بشكلٍ مطلقٍ عن لغة التهديد والوعيد والتحقير.
والثاني إرشادهم الى كيفيَّة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي التي صارت في هذا الزمان الأب الثالث لهم بعد أنْ كان الوالدان والمعلم هما الأبوان في
زماننا..
وأنْ يكون لوسائل الإعلام دورٌ في نشر الثقافة النفسيَّة بين الشباب تحديداً، تشيع التفاؤل بين جيلٍ سيتولى إدارة شؤون أجمل وطنٍ في المنطقة.