ما الذي يؤسسه المثقف اليوم ؟

ثقافة 2019/06/22
...

ايسر الصندوق
مثقفون عراقيون يعلنون عن أزمات المثقف في ما يؤسسه اليوم والدور الذي يلعبه في النسق الثقافي، بعيدا عن التهميش شأنه شأن الحالمين بالحياة الجميلة في انظمتها ومدياتها مع المواكبة للطرف الاخر، محاولة هنا لمعرفة ما على المثقف العمل اليوم وماذا يؤسس عبر هذا الاستطلاع؟.
 
 
صناعة الثقافة الانتهازية
الشاعرة نضال القاضي بيّنت ان المثقف الأكثر وضوحا اليوم مقارنةً مع نظيرهِ الذي يسعى الى الحراك بأفق ايديولوجيةٍ ما، هو المثقف الطوباوي!، وهذا بسبب عدة عوامل لعلّ أهمها محدودية فضاء تواجد الاحزاب الوطنية العريقة لأسباب معروفة بعد ان كانت في حقبات سابقة ملتصقة بالشارع، وظهور نسق ثقافي سبق وان انتهجته انظمة حكومتنا على مدى اكثر من اربعين عاما تصفيةً وتهميشاًلدور المثقف وجعله مزعزعا بين الركض وراء متطلبات الحياة اليومية والدفاع عن الحياة نفسها بدلا من إعمال حصيلة قراءاته وأفكاره وتجاربه في صناعة حياة أفضل. واضافت: اننا لانستطيع ان نتخذ قرارا في داخل عوائلنا بسبب غياب عامل الاستقرار وتوريط بلادنا في حروب لاأوّل لها ولاآخر خُطّطَ لها قبل عام  2003 ومن ثمّ خضوع المنطقة برمّتها رضينا أم لم نرض لنزاعات دولية واقليمية. بذلك فان التفكير بمستوى مؤسِّس يشترط أوّلا ثبات الأرض تحت أرجلنا ومن ثمّ استقرارنا سياسيا وأمنيا واقتصاديا 
واجتماعيا. ولايغفلن عن بال أحد الدور الذي يلعبه المثقف السلطوي الحارس الأمين لتوجّهات النظام، أي نظام كان وفي ظل كل الفترات في صنع ثقافة انتهازية نصادفها كثيرا اليوم، مايسهم في حرف اتجاه التفكير نحو حصادات شخصية وحسب. إنّما البارقة الجميلة التي تتخلّل هذا الخضمّ الأليم وتبعث فيه الروح ولو قليلا ولو ببطء تظل متمثّلةً في الحراك المدني بديلا ولاخيار لنا غيره، فمن شأنه ان يصنع أرضية مستقبلية ايجابية للعقل
 العراقي.
 
تضافر المؤسسة
 السياسية والثقافية
الناقد والدكتور جاسم خلف الياس قال: لا يختلف اثنان على ضرورة أن يكون للمثقف دور فاعل في مواجهة التحديات التي يطرحها الواقع العراقي الآن، وإثبات هويته التي لا تقل عن هوية السياسي الفاعل، سواء في المؤسسة التي ينتمي اليها، أو في المجتمع بشكل عام، وإذا كانت الأسئلة التي يطرحها الواقع العراقي إبان الحرب صعبة ومعقدة إزاء القتل والهدم، فإنه يطرحها إبان السلم بشكل أكثر صعوبة وتعقيدا، لأن (بناء بيت أكثر صعوبة من تهديمه، وزرع شجرة وتربيتها أكثر صعوبة من استئصالها، وولادة إنسان وتنشئته وتثقيفه أكثر صعوبة من قتله) ومثل هذه الأفعال تضع الإنسان عاريا أمام ذاته والآخر في الآن نفسه، في صراع لا يقبل المساومة ولا المهادنة، وبهذا يكون المثقف في حرب أخرى مفروضة عليه، إلا أن الأسلحة التي يستخدمها في هذه الحرب هي أسلحة تعمل على تجديد الواقع، وقيادته برؤية حضارية إلى التجاوز . واضاف: كما وانها تعمل على إحياء ما تدمر في النفس الإنسانية، ثم تتقدم متعالقة مع الأسئلة الثقافية التي تنهض بالبلد نحو الأمام، وتتخطى الحواجز المذهبية والعرقية التي لم يجنِ الشعب العراقي منها سوى الفضاء السوداوي الذي أقل ما يقال عنه فضاء أنّه 
مؤثث بالفقد.
 
المثقف القدوة
الدكتور محمد فلحي في قال: ان المثقف ينبغي ان يمثل قدوة في اي مجتمع..المثقفون هم النخبة الحقيقية الإبداعية المنتجة وكل النخب الأخرى زائفة ووقتية ومصلحية
 وانانية.وتقع على المثقف الحقيقي مسؤولية اجتماعية وأخلاقية وهي الدفاع عن الحق والفضيلة والجمال..وأن يجعل من إبداعه وعطائه رسالة محبة وسلام ولا ينساق وراء أصوات الفتنة التي يقودها تجار السياسة والدين..ينبغي أن يكون المثقف متبوعا وليس تابعا..وأن يحترم ذاته أولا ليحترمه المجتمع..وأن يؤسس قيما صحيحة ويبني المستقبل بروح إنسانية سمحاء.المثقف الآن مهمش وضعيف لكن دوره المقبل مهم لأنه يمثل الروح والعقل والضمير والأخلاق النبيلة، اللهم أشهد اني قلت 
ما أراه صحيحا!.
لاينبع المثقف من ذاته
الدكتورة نادية هناوي اوضحت: يتردد هنا السؤال في انه لابدّ ان ينطلق من فرضية اخرى او من منطلق اخر، ما الذي يمكن ان يؤسس المثقف اليوم اذ لابدّ من مؤسسة تحتضنه وتقدم له كل ما يحتاج، وتدعمه حتى يبدأ مشروعه ويعزز مكانته ومهما كانت امكانياته واقصد المثقف المستقل غير المستقطب عادة تكون اموره مركزية وله اولوية فهو يكون ممثل للغالبية المقموعة ولكن غير قادر على تأسيس مشروع حقيقي يصب في صالح الحقيقة.واضافت أنّه مهما كانت امكانية الجهة التي تستقطبه هو يدعي الثقافة ونرى ان تأسيس المثقف ليس من ذاته هو ينبع من مؤسسة تحتضنه وتحقق استقلاليته في ذلك الوقت ينهض في المستوى ويحقق 
طموحه .
 
خوف السياسي من المثقف
الروائي صادق الجمل قال: يبدو ان المثقف العراقي اليوم بعد ان عجزعن تجسيد صوته من خلال البرلمان او القنوات الاعلامية لجأ الى تشكيل بعض المنتديات والموسسات الثقافية كي يحاول ان يجمع هذه القطرات وكما أصفها بقطرات المطر التي تتجمّع عسى ان تكون بحيرة، فالمثقف اليوم بحاجة الى رعاية كاملة من قبل الدولة العراقية وبكل مؤسساتها، نحن نلاقي مشكلة عصيبة جدا في خوف السياسي من المثقف فيجب عليه ان يقترب اكثر من المثقف، ويحاولان انشاء منظومة ثقافية وسياسية ويبرمجان الحياة اليومية في الشارع العراقي بشكل عام وهناك بعض الفعاليات في المنتديات، فلدينا 28 منتدى ثقافيا تحت خيمة الجمعيات الثقافية واكثر خارج هذه التجمعات  كلها تحاول ان تقدم للمثقف حلة جديدة.