رسوم الطبيعة في قصص الأطفال

ثقافة 2024/10/16
...

 بغداد: مآب عامر

تمثل مراحل تطور الرسوم التوضيحيَّة وأفكارها عبر أدب الأطفال وحكاياته مرجعاً مهماً في زمن التلوث البيئي، وتُظهر تأثير التعليم بالرسم على الأطفال لإحداث التغيير.
إنَّ قصص مثل "علاء الدين والمصباح السحري، أليس في بلاد العجائب، بائعة الكبريت، الأميرة النائمة، ماروكو، الثعلب اللص، كامبس، الأنيميشن، العصر الجليدي، الأميرة والضفدع، وغيرها الكثير تحتل مكانة خاصة في قلوبنا. في الواقع، هي ألهمتنا لنرسم شخصياتها على الورق ونحن نسرق الوقت من واجباتنا المدرسيَّة.
تشير المصادر إلى أنَّ "ظهور الثورة الصناعيّة في أواخر القرن الثامن عشر، قد حفّز العديد من التغييرات التي أدت بدورها إلى بدء العصر الذهبي للرسوم التوضيحيّة نتيجة الابتكارات في تقنيات الطباعة التي خلقت قدرة على شراء الكتب وقراءتها، ليس فقط للكبار، بل وأيضاً للأطفال. ومن هنا بدأت قصص الرسوم التوضيحيَّة للأطفال بالانتشار، وبالمقابل ظهور العديد من رواد هذا التوجه، ومنهم: "موريس برنارد سينداك، وتيودور سوس جيزل المشهور بالدكتور سوس، وجون ستيبتو، وتوفي، وهيلين بياتريكس، وفيث رينجولد، والرسام التايواني الشهير جيمي لياو، جون تينيل، جورج كروكشانك".
قد يبدو للكثير منا أن الرسوم التوضيحيّة الخاصة بأدب الأطفال لا تلتزم بفرضيات عميقة أو لديها غايات غير تلك التي تركز على متعة الأطفال ومرحهم، أو تلك التي تحاول تعليمهم غالباً القيم الأخلاقيّة وتخويفهم ليصبحوا شباباً صالحين. لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للعلماء والمختصّين بالرسوم التوضيحيّة لقصص الأطفال، حيث وجدوا أنّها كانت تثير سخرية بصريّة كوسيلة لنشر خطاب سياسي، للتغيير لاحقاً. كما الحال مع إدوارد لير المؤلف والفنان الذي اشتهر بقصائده الهزليَّة الموجهة للأطفال. حين قدم رؤى شاملة للأطفال والكبار ليكونوا معاً في موضع التخلي عن قيود المجتمع والسخرية
منه.
وعلى النقيض من ذلك، ابتكر غيره ومنهم "بياتريكس بوتر" قصصاً للأطفال تهتم بعالم الطبيعة، حيث استحوذت مخلوقات الغابات والبحار والمحيطات على خيال الأطفال والصغار. بهدف خلق عالم مثالي من الريف والأشجار والمساحات الخضراء تلعب فيه الحيوانات مع الأطفال وتحاورهم
وتناقشهم.
ما يمكن أن نختبره في ذلك، أن هذه الرسومات تحديداً كانت ردة فعل على حاجة البشريَّة وخاصة الأطفال لعودة الطبيعة ومواردها الغنيَّة، بدلاً من بشاعة البواعث الصناعيَّة التي أثرت بشكل كبير على وجود الأطفال وسلوكهم، بل وحتى أفكارهم وأحلامهم. وهذا ما ذكرني اليوم بتوجهات الرسامين والفنانين من الذين كانوا يركزون من خلال أعمالهم التوضيحيَّة على الأطفال وكيف أن رسوماتهم في القصص والأفلام المتحركة كانت تؤثر بنا كصغار.. وأن محاولاتهم في تعزيزها بكلِّ ما من شأنه أن يُغيّر مفاهيمنا تجاه تحسين البيئة والتقليل من التلوث المناخي كانت واضحة ومفيدة، لا سيما في تسليط الضوء على أهمية حياة البريَّة والطبيعة والبحار والمحيطات.