سرور العلي
تمتهن أسرة أورفن صناعة المصغرات منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، وتنوعت بين المجسمات الأثرية والتحف الفنية، والفازات ذات الوجه الواحد أو ثلاثية الأبعاد، وكل ما يحتاجه البيت العراقي، وكذلك إنتاج اللوحات الزيتية ذات الطابع التجاري، وبعد عام 2003 تخصصت بصناعة كل ما هو تاريخي وتراثي، لازدياد الطلب عليها من قبل السياح والمغتربين العراقيين.
وعن الهدف من تلك الأسرة الفنية تحدثت الفنانة التشكيلية بثينة الركابي، مؤسستها بالقول: «هدفنا هو المساهمة في إحياء التراث المادي وغير المادي لبلدنا، من خلال إقامة الورش التدريبية للشباب، لكي يكونوا حرفيين قادرين على نقل خبراتهم من جيل لآخر، أما اسم (أورفن) فهو مصطلح مزدوج يتكون من كلمتين: (أور)، وهي مدينة الحرف الأول أي المدينة التاريخية، التي تقع في مدينة الناصرية جنوبي العراق، ولكون أسرتنا تنحدر من هناك، أما كلمة (فن) فهي معروفة بما تحويه من معانٍ عريضة، كما أن مصطلح (أورفن) ابتكره الفنان عبدالرحمن الجابري، وأطلقه على جماعة فنية، كانت تتكون من تسعة فنانين، كان هو أحدهم، وبعد تفكك تلك الجماعة احتفظ الجابري بهذا الاسم، ليطلقه فيما بعد على مؤسسة أورفن للثقافة والفنون.
تحدٍ
أشارت الركابي إلى أنه من الصعوبات التي يواجهونها هو أن بعض أعمالهم تنسخ من دون مراعاة لحقوق الملكية في الابتكار، كذلك المرور ببعض الظروف الاقتصادية، والتسبب بركود عملهم، إذ أول ما يفكر به الآخرون هو تأمين حاجاتهم الأساسية، ثم التفكير بالحاجات الكمالية، كتزيين بيوتهم بتلك الأعمال الفنية.
إرث
توظف أورفن الأرث الحضاري من رموز وأشكال، ومفردات مميزة غير موجودة في أي مكان آخر، وتنفذ بدقة واتقان ومن غير تكرار، وتطمح بالوصول إلى العالمية، ما يوسع من توفير فرص عمل للشباب عن طريق إتاحة الأيدي العاملة، وإلى جانب الركابي يعمل زوجها وابنتها.
من الأعمال الفريدة التي تم إنجازها هو إناء الوركاء، وكان عملاً مخصصاً لوزير الثقافة السابق الدكتور الراحل عبد الأمير الحمداني، وكان يطلب نسخة منه، ليقدمها كهدايا تذكارية لضيوفه، ولكن لم يسعفه العمر لاقتنائه، ومن الأعمال الأخرى المسلة السوداء.
تفاصيل
تستخدم أورفن العديد من الخامات في أعمالها، ومنها الطين في إنتاج الفخار، وسعف النخيل في أعمال الخوص، والصوف المعد والمصبوغ محلياً والصوف التجاري لصناعة السجاد، والايزار التراثي، فضلاً عن استخدام أدوات خاصة بالطرق على النحاس والإكسسوارات التراثية.
معارض ومهرجانات
أقامت الكثير من المعارض الفنية الشخصية، ومنها في متحف البصرة الحضاري، وفي مركز إنعاش الأهوار في الجبايش بدعم من وزارة الموارد المائية، ومعارض أخرى في نادي الصيد العراقي، ومعرض في فندق الرشيد، وفندق بغداد بمناسبة أعياد المرأة.
وشاركت بالعديد من المعارض والمهرجانات ومنها، في معرض أقيم في متحف البصرة، واستمر ستة عشر يوماً طوال فترة بطولة خليجي 25، وكان بدعوة كريمة من مدير مفتشية وآثار البصرة مصطفى الحصيني، وكان حضوراً مميزاً عكست فيه الوجه الثقافي العراقي للجمهور الخليجي والعربي والأجنبي، وقد زار المعرض الكثير من الشخصيات المهمة العراقية والعربية، وحظي بتغطية إعلامية واسعة تزامنت مع معرض أقيم أيضاً في المكان ذاته، بمناسبة قدوم السفينة لوكوس إلى شط العرب، وكذلك معارض أخرى مع وزارة الزراعة والتربية والتعليم العالي، ونالت الكثير من الشهادات التقديرية ودروع التكريم من قبل شخصيات عدة، كوزير الثقافة عبد الأمير الحمداني.
سعي
وأكدت «مشروعنا المقبل والمهم هو إقامة معرض افتتاحي لغاليري أورفن، سيضم نخبة مهمة من فناني العراق، وأيضاً سيكون هناك جناح خاص للصناعات اليدوية فيه».
ومن الجدير بالذكر أن الركابي فنانة تشكيلية، وباحثة في الصناعات اليدوية والفولكلورية، التي تكاد تنقرض وتندرج تحت عنوان التراث المادي (الطرق على النحاس، ومنتجات خوص النخيل، وصناعة المجسمات، وصناعة الاكسسوارات التراثية والتاريخية)، ومهتمة بإحياء التراث غير المادي، وهو التراث غير الملموس مثل المهارات التي تنتقل عبر الأجيال، كالخط العربي وغيرها.
وفي الختام دعت الجهات المختصة للاهتمام بالفن والطاقات الإبداعية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي، وإقامة المزيد من المهرجانات والمعارض الفنية، لتمثيل العراق في المحافل الدولية.