سعاد البياتي
من حق أنفسنا علينا أن نوليها اهتماماً ورعاية تامة، لا سيما في مجال الصحة، ولأننا أمهات وأخوات علينا التأكد تماماً وبرؤية ثقافية واستكشافية من أي مرض يصيبنا مبكراً، ذلك لأن لا شيء في الحياة يعادل نعمة الصحة، لا منصب ولا مال، قل الحمد لله إن كنت تملكها، فأنت شخص لديك نعمة لا يمكن أن يشتريها أغنى الناس أو أعلاهم قيمة ومنصباً.
كتبت هذا العمود أثناء زيارتي لأحد المستشفيات الخاصة بعلاج مرضى السرطان (عافاكم الله) ودونت ملاحظاتي حينما شاهدت العديد من النساء بانتظار دورهن للعلاج، وكنت حزينة جداً على ما رأيت، إذ أغلبهن مصابات بمرض سرطان الثدي، ولأن هذا الشهر هو للتوعية به، حيث يكتسي العالم باللون الوردي وشريطه المعتمد رمزياً، وترتديه أغلب النساء المتماثلات للشفاء أو ممن في طور العافية، وفي كل الأحوال علينا التكاتف من أجل صحة دائمة متضمنة زيارات متكررة للطبيب واعتماد الطريقة المثلى لدرء استفحال هذا المرض بوسائل متعددة، أولها رفع الوعي للسيدات حول طرق اكتشافه، والذي يكون نسبة الشفاء فيه عالية، والتركيز على إعلانه للمعالجة بوقت مبكر وعدم تغافله، ومساندتهن من قبل الأهل والأقرباء لدعم الحالة النفسية التي هي نصف العلاج، ووفقاً لتقديرات الصحة العالمية فإن نسبة الشفاء إذا تم اكتشافه مبكراً 98% وهو تقدير عالٍ جداً، إذا ما التزمت النساء وتابعن صحتهن بشكل جيد.
ومن منطلق الإيمان بالتعافي وخلال حديث أملته المصادفة بإحدى المتعافيات تحدثت بثقة : أحمد الله أنني اكتشفت الإصابة مبكراً، واتجهت إلى الله كي يمنحي القوة والأمل للشفاء وكنت متيقنة أنني سأتشافى، فتعاملت مع المرض بشكل إيجابي وبقناعة من رب الكون (أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، كنت أتلقى العلاج رغم أن مشاعري خلاله تتهاوى ونفسيتي تنهار، بيد أن الأمل يتصارع معي ويمنحي مزيداً من الرضا، وكنت أتساءل هل سأشفى وفي داخلي دعوة لجرعة من الراحة والطمأنينة تهون عليّ الأمر وبعد أخذ الجرعات الكيميائية انتصرت على المرض.
بصراحة أشعر بالفخر والاعتزاز وحتى بالسعادة عندما أتحدث عن قصة انتصاري على المرض بفضل الله، وأتمنى أن تسمعها كل النساء، فالصحة تاج ونعمة.