الاغتيالات.. وهم الإنجازات الصهيونيَّة

آراء 2024/10/23
...

 محمد شريف أبو ميسم


بعد أن عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافها في الحرب المعلنة على غزة بفضل بسالة المقاتلين وصمودهم، ونجاح قيادات المقاومة في استحداث وسائل وتكتيكات جديدة في قواعد الاشتباك، وبعد أن تعددت نوافذ الجبهات التي أفضت لهجرات جماعية عكسية من الكيان إلى الدول التي جاء منها المستوطنون، لم يتبق وعلى ما يبدو أمام رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلا أسلوب الاغتيالات التي يستهدف بها قيادات المقاومة للترويج عن نصر مزعوم عبر آلة حرب هي الأحدث فيما وصل إليه الإنسان في الصناعات العسكرية، إلا أنها وعلى ما يبدو عاجزة أمام إرادة المقاوم الذي لا يملك سوى إيمانه بقضيته، وما متاح من أسلحة ومعدات تقليدية، فجاءت محاولة هذا "النتنياهو" لتعظيم شأنه والتعمية على جرائمه، عبر رسائل الاغتيالات، التي يحاول من خلالها إيهام المستوطنين في الأرض المحتلة بنصر مزعوم هنا أو هناك، ويبعث برسائل للمقاومة "بأن لا قبل لكم بجيش الاحتلال". 

ومن هذا المنطلق القائم على الوهم كانت الاستهدافات لزعيم حركة حماس "اسماعيل هنية" وزعيم حزب الله "السيد حسن نصر الله"، واستّغلت هاتان العمليتان لتسجيل انتصارات إعلامية لصالح الاحتلال ورئيس وزرائه، ومن ثم محاولة تسميم فضاءات المقاومة بما يؤثر في معنويات المقاتلين وعلى المواقف العربية الداعمة لهم.

إذ زعم جيش الاحتلال أنه على وشك القيام بهجوم كاسح على الجنوب اللبناني بعد عملية اغتيال نصر الله، ولكن محاولاته أصيبت بالخيبة والفشل بعد أن تأكد له أن جدار الصد في جبهة المقاومة اللبنانية قائم على الايمان بالشهادة بوصفها كرامة من الله، ثم جاء اغتيال يحيى السنوار، الذي خلف هنية في قيادة حركة المقاومة حماس، وضج الإعلام بآراء المحللين الصهاينة والعرب المتصهينين، وزعم بعض الساسة المتحالفين مع الصهاينة في الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، إن الوقت حان لاستسلام المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، تكريسا لفكرة انهيار حماس بمجرد اغتيال يحيى السنوار، الذي لم يجدوا في جعبته العسكرية أكثر من مخزني عتاد ومطوية "أذكار نبوية" ومسبحة وساعة يد وقالب حلوى وشريط لاصق بالإضافة إلى مبلغ مالي بسيط. 

وغادر السنوار هذه الحياة شهيدا كما كان يتمنى وترك خلفه نحو عشرين ألف مقاتل لا يحملون إلا ما حمله السنوار دفاعا عن قضية لن تموت، وما الحديث عن انهيار بنوي حاد في جبهة المقاومة إلا وهم لإنجازات يحاول أن يصنعها الإعلام الصهيوني، فبحسب كل المعطيات والأدلة فان كل واحد من رجال المقاومة هو مشروع لسنوار جديد.