ماذا عن اليوم التالي في حرب إسرائيل ضد لبنان ؟

آراء 2024/10/24
...

كاظم الحسن                                                                                    

لقد كانت إسرائيل تخطط  من لحظة حربها على غزة، للانتقال إلى جنوب لبنان، لتصفية حسابات قديمة وحسب التقارير المعلنة، أنها صنعت البيجر المفخخ قبل تسع سنوات

تغوُّل إسرائيل على غزة ولبنان واستباحتها للبلدين دماً وأرضاً ،ما كان ليحدث لولا هشاشة الموقف الأميركي والغربي إزاء ما يحدث ويصل إلى اللامبالة القاتلة ونفس الشيء، يقال عن الدول العربية، التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ولم تتخذ أي إجراء تأديبي أو عقابي لكي تردع هذا الكيان المارق، الذي يسفك الدماء العربية ،بغزارة وقسوة وبرود . على الأقل سحب السفراء أو تجميد العلاقات الدبلوماسية وذلك أضعف الإيمان وهذ هو الذي شجع إسرائيل على التمادي في عدوانها الشرير ،على الشعبين الفلسطيني واللبناني . ولقد كانت إسرائيل تخطط  من لحظة حربها على غزة، للانتقال إلى جنوب لبنان، لتصفية حسابات قديمة وحسب التقارير المعلنة، أنها صنعت البيجر المفخخ قبل تسع سنوات وعبر شركات وهمية صدرت هذا الجهاز القاتل، إلى قوات النخبة في لبنان والتي تعرف بقوات الرضوان وكان معدّاً للتفجير والتنصت، بمعنى آخر أن ساحة حزب الله السياسية والعسكرية في حالة انكشاف بانتظار ،أي حالة حرب وبعد الكم الهائل من المعلومات المتحصِّلة ،من جهاز البيجر أصبح تفجيره بانتظار اللحظة المناسبة وحصلت الجريمة النكراء والغادرة التي أدت إلى إصابات تقدَّر بالآلاف ،من عناصر حزب الله في حادثة غير مسبوقة ،مع صمت دولي مريب ومشبوه ويثير الأسئلة و الشكوك والحيرة إزاء القانون الدولي والمواقف الإنسانية . ونحن نتكلم عن حرب إبادة في غزة وجنوب لبنان، استخدمت في الجبهتين، أحدث الأسلحة الإسرائيلية دون هوادة وأهداف بنيامين نتن ياهو تتسع يوم بعد آخر، بعد ما كان في لبنان يصرُّ على عودة النازحين في شمال إسرائيل إلى ديارهم ،أصبحت الشروط الآن إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان ،تمتد إلى 10كيلو مترات في عمق جنوب لبنان وكذلك تطبيق القرارين الأمميين  1701 والآخر 1559 وهناك من يدعو إلى تعديل القرار الأول، بحيث يتم نزع سلاح حزب الله عن طريق   قوات أممية وليس جيش لبنان ،كما كان قائماً، وعليه فإن الحرب وفق هذه الشروط ،سوف تطول وقد تتحول إلى حرب استنزاف مع حصار ناري ،على لبنان ومنع وصول السلاح والإمدادات الاقتصادية وهذا ما تسعى إسرائيل الى تنفيذه، لتغيير الوضع الأمني في تلك البقعة وأطلق في وقتها نتن ياهو تسمية الشرق الأوسط الجديد ،حسب الرؤية الإسرائيلية التي تقوم على ابطال الجبهتين اللبنانية والغزاوية وتحقيق تسوية مع لبنان حسب الشروط الإسرائيلية ،مع ضرب المفاعل النووي الإيراني أو حتى إسقاط النظام في هذا البلد كما صرح أكثر من مسؤول إسرائيلي ، أي إن أهدافها تتسع وتزداد ويبدو أن المجتمع الدولي يتعاطف معها، فلا نسمع أي موقف فيه ردع للعدوان الإسرائيلي على دول الجوار، مثل سوريا ولبنان وفلسطين ، وهذا ما يشجع هذا الكيان المارق على التمادي والتهوُّر في أفعاله ولن يتوقف في جرائمه المتواصلة بحق الشعوب العربية.