علي الخفاجي
بالوقت ذاته استطاعت الولايات المتحدة الأميركية من أدلجة المجتمع الدولي وجعلتهُ صاغراً ومطيعاً لما تريده، والشواهد كثيرة فلم يكن للأمم المتحدة أي دور إيجابي بايقاف حربٍ ما قد اندلعت ولا حلا لمشكلة تعترض هذه الدولة أو تلك بل العكس تماماً، فاليوم على الرغم من الاعتداءات المتكررة وزهق أرواح المدنيين في غزة ولبنان وماخلفته تلك الاعتداءات من دمارٍ كبير لم تستطع الأمم المتحدة ولا منظماتها أن تبدي ولو رأياً بما يحصل واكتفت بالاستنكار والإدانة!
يعيش العالم اليوم بتوهانٍ كبير قد يكون أشدَّ ضراوة من أي وقتٍ مضى، نتيجة الأحداث المتسارعة والتقلبات المفاجئة، والتي أسفرت عن عدم استقرار على مختلف النواحـــي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونتيجة لتلك الأحداث تم تقسيم العالم إلى نظام المحاور، ربما لسهولة السيطرة عليه، أو لغرض سهولة التمييز وعدم الالتباس بين هذا المحور أو ذاك، حيث بدأ العمل بهذا النظام بعد أحداث أيلول عام 2001 ومنذ ذلك الحين وحسب ما ادلى به الرئيس الاميركـــي الأسبق جورج دبليو بوش من خلال خطابه أمام الكونغرس حيث ذكر بأن الولايات المتحدة الأميركية قد تعرضت لإرهابٍ منظم، وبذلك من الآن ستعتبر الحكومة الأميركية أي دولة تدعم وتأوي الإرهابيين بأنها دولة معادية، ومن حق الولايات المتحدة الأميركية أن تهاجمها، ومن حينها وضعت الولايات المتحدة جميع الدول في موضع لا تحسد عليه من حيث الولاءِ والعداء، أما أن تكون تلك الدول مؤيدة لتصرفات وأفعال أميركا أو أن تكون ضد تلك الأفعال، وبالوقت ذاته استطاعت الولايات المتحدة الأميركية من أدلجة المجتمع الدولي وجعلتهُ صاغراً ومطيعاً لما تريده، والشواهد كثيرة فلم يكن للأمم المتحدة أي دور إيجابي بايقاف حربٍ ما قد اندلعت ولا حلاً لمشكلة تعترض هذه الدولة أو تلك بل العكس تماماً، فاليوم على الرغم من الاعتداءات المتكررة وزهق أرواح المدنيين في غزة ولبنان وماخلفته تلك الاعتداءات من دمارٍ كبير لم تستطع الأمم المتحدة ولا منظماتها أن تبدي ولو رأياً بما يحصل واكتفت بالاستنكار والإدانة!، حيث ظهر قبل أيام ومن خلال اجتماع قادة الدول في مقر الأمم المتحدة ظهر الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش وفي معرض حديثه عن الأوضاع المضطربة، التي يشهدها العالم اليوم ذكر عبارة خجولة حيث قال بأن العدالة غير متوفرة في العالم اليوم؟ وكأن من يتحدث هو رئيس لمنظمة مجتمع مدني محلية لإحدى الدول وليس أميناً عاماً للأمم المتحدة، والذي من المفترض وحسب ديباجة المنظمة أن للمنظمة ورئيسها الكلمة الطولى والكعب المعلى والخطاب الفصل، لأي حادثة أو واقعة تحدث على سطح هذا الكوكب، بالعودة إلى التوهان الذي بدأنا الحديث به وماذا أدى وماهي الغاية منه، ذكرنا سابقاً بان العالم ما قبل 11 ايلول يختلف عما بعد الحادثة، بمعنى على الرغم من اصطفاف كثير من الدول بجانب سياسة وتطلعات الولايات المتحدة الأميركية درءاً للمشكلات على حد وصفها، لكن بالوقت ذاته هنالك دولاً وقفت بالضد من أميركا وسياستها وهذا ما أرادته الولايات المتحدة وهو صناعة محاور مناوئة لها، وبالتالي خلق أعداء افتراضيين لغرض التوغل بعيداً لجميع الدول الرافضة لنهج أميركا، وبالتالي توسع من سيطرتها الشاملة وأن تـــُطلع الرأي العام العالمي وتبين لهُ بانها تريد القضاء على محور الشر اياً كان موقعه في جميع أرجاء المعمورة، مستغلة استغباء الشعوب التي تؤمن بأنها المخلص الأوحد من الاستبداد على حد وصفها، بالطبع من خلال ماكنتها الإعلامية ومنذ عشرات السنين استطاعت أن تجعل من الشعوب العربية منقسمة كثيراً سواء بالفكرِ أو الإيديولوجيةِ أو الرأي.