سعاد حسن الجوهري
انطلاقا من مقتضيات الواجبات الشرعية والانسانية والاخلاقية لم يدخر العراق - حكومة وشعبا - جهدا في مد يد العون للشعوب المنكوبة، سواء الشقيقة منها أو الصديقة.
فالعالم كان الشاهد على الحملات الانسانية التي أطلقها العراق لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال، الذي ضرب سوريا وتركيا وكيف كان لشعبنا قصب السبق في إغاثة الجارتين عبر قوافل إغاثة انسانية ومن قبلها الجسر الجوي للسودان المنكوبة جراء السيول الهادرة، إضافة إلى العديد من المواقف التي لا تحصى وتنم عن شعور شعب الرافدين بمعاناة اشقائه واصدقائه.
وما نشاهده اليوم من مبادرات اغاثية لشعبي فلسطين ولبنان الشقيقين المنكوبين ليس سوى حلقة في هذا المسلسل الانساني، الذي عكف عليه العراق بكل فخر واعتزاز.
فالأعمال الخيرية والإنسانية المساعدات الخارجية هذه هي جزء من تنفيذ التزاماتنا في مجال المساعدة الرسمية والشعبية لتلك البلدان المنكوبة جراء الحصار والتجويع والقصف الصهيوني الممنهج.
ولا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، اللون، الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني، الذي يتمثل في احتياجات الشعوب ما نال استحسان واشادة البعيد قبل القريب نظرا لما ابداه العراق وشعبه من مواقف مشرفة.
ومن أجل تنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية وجمع خبرات الجهات العراقية القائمة على تقديم الاستجابة الإنسانية، تم تشكيل لجان حكومية عليا لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، بناء على قرار مجلس الوزراء، والذي يعكس التزام الدولة بتطبيق أحدث الأهداف الإنسانية، وتعزيز مبدأ التعاون.
بموازاة ذلك اعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، استقبال مئات النازحين اللبنانيين الفارين من الحرب المندلعة بين الكيان المحتل وحزب الله.
وذكرت في بيان صحفي أن كوادرها استقبلت مجموعة عائلات لبنانية في منفذ القائم الحدودي مع سوريا، تضم مئات الأفراد وقدمت لهم التسهيلات الضرورية.
الامر لم يقف عند هذا الحد حيث أصدرت سفارة بغداد في دمشق، تعليمات أكدت فيها إمكانية دخول النازحين اللبنانيين بسياراتهم الخاصة، وفقاً لقرار مجلس الوزراء الذي سمح ايضا للنازحين اللبنانيين الدخول إلى الأراضي العراقية بالبطاقات التعريفية، إن لم يتوفر جواز السفر.
وتواصل الحكومة العراقية والمؤسسات الخاصة تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين في ظل تصاعد أزمة النزوح، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في مناطق الجنوب اللبناني.