حيرة أميركا الآن

آراء 2024/10/31
...

 وجدان عبدالعزيز


الشرق الأوسط الآن ساحة ساخنة بحكم جرائم الصهيونية في غزة وجنوب لبنان نقولها بتجرد وبعيدا عن تبجحات الحرب الطائفية، والتي لا نود الخوض فيها، لأنه تحصيل حاصل اختلاف سياسي، وهذه السخونة جعلت السياسة الأمريكية في حيرة من أمرها، فالكيان الصهيوني حليف أميركا يحاول جذبها، لكن أميركا لاتمتلك اليقين من انعكاسات، أي توسع للحرب، بسبب إيران والصين، قد تشتركان، فتكون المنطقة محرقة وبالنتيجة، يكون نصيبأميركا منها الخسران، فهناك تهديدات إيران، يقابلها مناورات الصين العسكرية حول تايوان، فتكون خطوة أميركا للحرب في الشرق الأوسط، باعتبارها فرصة ذهبية للصين للسيطرة على تايوان، وهذا في صلب الحسابات الأميركية الاستراتيجية، التي تشدّها إلى الخلف في مواجهة المحور، إيران والصين، بالمقابل هناك: (‏تحاول اليابان التحرك لمنع أي فراغٍ استراتيجي هناك تستغله الصين. فقد حركت طوكيو سفينة حربية يابانية في مضيق تايوان للمرة الأولى، محاولةً تثبيت مبدأ حرية الملاحة في هذا الممر البحري، الذي تؤكد الصين سيادتها عليه. 

وبتلك الخطوة، تسعى اليابان إلى منع حصارٍ صينيٍ كامل على تايوان، بانتظار أن تتفرغ أميركا لمعالجة المسألة بنفسها، قبل أن تحسم بكين الأمر)، وهذا حدث أيضا شديد الخطورة، سبب هذا، قد تكون حربا نووية تأكل الاخضر واليابس في المنطقة، وهي المعول عليها في اقتصاديات الدول الغربية، ومن الأمور، التي ازدادت فيها حيرة أميركا، أن إيران أوقفت المفاوضات المباشرة مع أميركا، والتي كانت تجري في سلطنة عُمان، وهذه خطوة لعرقلة واشنطن إعطاء فرصة للكيان الصهيوني لتمرير جرائم أكثر في غزة ولبنان، قد تطول إيران، وقد يكسب نتنياهو الانتخابات من خلالها، مثل هكذا معطيات، صار تهديد إيران سبب حيرة أميركا في المنطقة، أما الحرب الواسعة، أو وقف الكيان، وهنا يترشح الحل السياسي، لإيقاف محرقة الاحتلال في غزة ولبنان، والحقيقة هذا يحسب لسياسة قبل إيران في المنطقة، هكذا تسير الأمور ودفع عربة التحرك السياسي للحل أسرع من عربة الحرب وتصعيدها، فأميركا تحسب حساب محرقة الحرب ونتائجها الوخيمة على مصالحها في المنطقة، وخاصة قضية تايوان، لأنها بخسرانها تهبط أميركا من القمة العالمية، التي تتمتع بها، لذا نرى النقلة الإيرانية على الرقعة تبدو متناغمةً وجريئة ضد توجهات الكيان الغاصب، لكنها لا تخلو من المخاطرة..

 ومع شراهة نتنياهو على القتل أن تؤدي إلى تصعيدٍ كبير في الأسابيع القليلة المقبلة، لكنها وفق الحسابات الاستراتيجية الكبرى المرتبطة بأولويات أميركا، فهذه الشراهة غير مرضية عنها من قبل أميركا، لذا كانت هناك رسالة تهديد من أميركا للكيان الغاصب مؤداها ماعبر فيه بلينكن وأوستن في الرسالة عن قلق الولايات المتحدة العميق بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، وكانت حجج أميركا في الرسالة تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، ومن فحواها هناك حث أمريكي للكيان لدخول ما لا يقل 350 شاحنة يوميا عبر جميع المعابر الرئيسة الأربعة، وايضا حثت الرسالة الكيان الصهيوني على توقفات إنسانية للحرب في جميع انحاء غزة، ومن فحوى الرسالة نجد هناك نية في السلام..!