«حفنة دولارات ملطخة بالدم»

ثقافة 2019/06/25
...

قحطان جاسم جواد
استضاف الملتقى الثقافي في شارع المتنبي بجلسته الأسبوعيَّة، الشاعر والمخرج رضا المحمداوي لمناسبة صدور مجموعته الشعرية الجديدة «حفنة دولارات ملطخة بالدم». قدم للجلسة الروائي كريم صبح الذي قال: «عُرِفَ المحمداوي بإسهاماته في العديد من مجالات الإبداع كالكتابة النقدية وكتابة النصوص للتلفزيون والشعر وإخراج المسلسلات التلفزيونية وكتابة عمود أسبوعي في جريدة الصباح.. واليوم نستضيفه للاحتفاء به وبمنجزه الشعري (حفنة دولارات ملطخة بالدم)». وقرأ بعضاً من الأبيات الشعريَّة:
أبحث عن وطن جميل
برشاقة نخل عاشق
أحمله معي، في الإقامة والرحيل،
حرز محبة، عن وساوس الهجرة والاغتراب
 
جراح العراقيَّة
الشاعر رضا المحمداوي تطرق لعنوان مجموعته الذي أثار تساؤلات عدة. قائلا: «استحضرت فيه عنوان فيلم كاو بوي أميركي، بطله خارج عن القانون ويتحدث ويتصرف بعنجهية وتغطرس، فاستوحيت منه ما حصل في العراق بعد 2003 من أحداث ودمار، عنوان حفنة دولارات ملطخة بالدم، هو الجزء الطافي في مياه النصوص الشعرية، بحيث يشكل الثيمة الرئيسة الداخلة في البنية العامة للنصوص».
واضاف «هناك مناخٌ شعريٌ قد يكون صادماً وموجعاً وينكأ الجراح العراقية، لكنه أبقى على شعريته الشفيفة رغم طابع الحزن وإثارة الانفعال المترسب بعيداً عن الخطابيَّة المباشرة. إنها نصوصٌ تثيرُ الأسئلة وتتركُ علامات التعجب آثارها واضحة في أداء غاضب وساخط». وأشار الى أنه لم يكن بعيداً عن الغنائيَّة، بل أرادها أنْ تكون تكويناً وخلقاً لقيمة مضافة أخرى تحمل التجربة الإنسانية العراقية العامة، وتحاول الكشف والتعبير عنها».
 
مداخلات
وصف الناقد علوان السلمان قصائد المحمداوي بأنها «تكشف عن تجربة واقعيَّة بمخزونها الشعري المكتظ بالصور المجازيَّة المتأتية من الواقع المتشظي، برؤية واعية مستنطقة له ومسترجعة للذاكرة، ابتداءً من العنوان النص الموازي والبنية السيميائية الدالة على المضمون النصي، الكاشفة عن عوالمه، بعنواناتها الفرعية من جهة وتركيبته الجملية المستفزة للذاكرة من جهة اخرى، والذي يسهم في فك مغاليق الخطاب الشعري كونه دلالة منتزعة من صوره المنصهرة في بوتقة جمله الفاعلة في السياق والمعبرة عن الحالة النفسية والذهنية».
واضاف السلمان «النص بمجمل دلالاته يعكس الحالة الشعورية والنفسية بأسلوب دينامي حالم، وعمق دلالي يتداخل والسياق الجمعي بقدرته التعبيرية المختزلة لتراكيبها الجملية والمتجاوزة للقوالب الجاهزة، فضلاً عن ترجمته لمشاعر المنتج وأحاسيسه وانفعالاته ببناء شعري يحقق وظيفته من خلال الفكرة والاشتغال داخل اللغة بتوظيف تقانات فنية محركة للنص كالرمز السمة الأسلوبية التي تسهم في الارتقاء بشعريته واتساع مساحته الدلالية التي تجرنا الى قول النفري الصوفي (كلما ضاقت العبارة اتسع المعنى)».