حميد حسن جعفر
أولاً: دعي الحروب، وأمور كوريا الشمالية وسعر صرف الدولار الأمريكي في شارع "الكفاح" جانباً، رغم مرارة هذا وذاك.. فهي لن تشكل القاعدة لتزهير الأشجار ولا لحدوث العواصف..
وان كانت تعتمد على الإثراء والقمع وشمولية الأفكار، ليكن حديثك عن حبة القمح التي من السهل بمكان ان تمنحنا سبع سنابل وفي كل سنبلة مئة حبة، عن السلع والبضائع - من أقمشة وأغذية وتوابل، وعن السفن التي تمخر عباب البحار، وعن سفن الفضاء، حينها يمكنك قول ما لديك عن الأزياء، والنحت، وشفط الدهون، والتنحيف، والقفزة الثلاثية، والتفكير بالطفل الثالث والذي سيكون كما تتمنين بنتاً لها عيناك، وتدويرة فمك، واستقامة انفك، وامتلاء شفتيك، وذكاؤك، ومغامراتك في اعتلاء -الموتورسكلات- وقيادة سيارات السباق.. يمكنك أن تتحدثي عن الوزن الزائد الذي تحاولين التخلص منه، كنت استمع لموقفك من الحياة بعد غياب
اختياراتك.
ثانياً: حافلة شبه عاطلة ككلب اجرب، مرمية عند طريق ترابي، لم استوعب ما ارى، ضرير يحاول قيادتها، لصوص يعملون على إفراغ خزانها من الوقود، ضلاعون يعملون بتفكيك إطاراتها بهمة ونشاط، المنادي ما زال ومنذ ايام يشير إلى ما تقصده الحافلة (الرياض/ طهران/ إستانبول/ عمان/ بغداد/ بيلاروسيا) الركاب الباحثون عن البلاد التي يحبونها، يعدونه حقائبهم وعفشهم كل يقتعد كرسيا بلايتيكياً، من غير قوائم من غير مساند، وكان مساعد القائد/ السائق يبحث عن علبة طلاء، او علبة لبن خاثر يتخذ منها مقعداً،، وكنت اعلن عن وصول الجميع إلى ما يشبه اليمن
السعيد.
ثالثاً: لصوص يمتهنون بيع الصحف والمجلات، دعاة يبشرون بالديمقراطيات ويعرفون الحكومات بالفن الثامن،، بحارة وقراصنة وصيادو حيتان يجففون البحار والأنهار والخلجان ليحولوا قيعانها إلى مراقص ومشارب وقاعات المقامرة عامة والروليت خاصة، لأنها لا تصلح لسكن العامة،، تاركين بلدانهم كرسوم على الجدران وعلى ورق. الخرائط، ويوعدون أقوامهم بتحريرهم من الجهل بأهمية الاحلام.