كيف أصبح الشَعر الطويل رمزاً للأنوثة؟

استراحة 2024/11/05
...

في اليونان القديمة، كان الشعر الطويل للذكور رمزاً للثروة والقوة، في حين أن الرأس المحلوق كان حكراً على العبيد. حتى عند العرب القدماء، كان الشعر الطويل أمراً منتشراً بين الرجال لأسباب بيئية وثقافية جعلته مقبولاً أكثر من العصر الحديث.
يرجع الأمر على الأقل إلى الرومان والإغريق القدامى؛ فوفقاً لعالمة الآثار إليزابيث بارتمان، إلى جانب الصورة النمطية المعهودة "للفيلسوف الإغريقي ذي اللحية والشعر الطويل"، فإن النساء في ذلك المجتمع كان شعرهن أطول من شعر الرجال في المعتاد.
والدليل على ذلك لوحات وتماثيل فينوس، التي تحمل فيها شعرها الطويل والمنسدل على سائر جسمها.
وكانت النساء الرومانيات يُطلن شعرهن، ويملن إلى تقسيمه من المنتصف، وكان الرجل إذا أطال شعره "يُخاطر بتعريض نفسه للازدراء لاعتبار مظهره أنثوياً".
في تلك الفترة، كانت إطالة شعر المرأة انعكاساً كبيراً لمكانتها، فذات الشعر الطويل يعني هذا أنها تملك من الخدم العدد الكافي للعناية به وتجديله ورفعه.
وقد وجد أنتوني سينوت، عالم الاجتماع الذي كتب أنّ الشعر رمزٌ شخصيٌّ له "أهميةٌ اجتماعية هائلة"، تلك التضمينات في رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس، التي جاء فيها: "11 :14 أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم أن الرجل إن كان يُرخي شعره فهو عيبٌ له 11 :15 وأما المرأة إن كانت تُرخي شعرها فهو مجدٌ لها؛ لأن الشعر قد أُعطي لها عوض برقعٍ".
شعر المرأة القصير تمرد على من يرعاها
وليست مصادفةً أن تُصبح قصات الشعر القصير، مثل تسريحة البوب، رائجةً خلال القرن العشرين في الأماكن التي كانت النساء فيها يبدأن مجابهتهن لفكرة أنهن بحاجةٍ لمن يرعاهن.
وتنطبق تضمينات الشعر كذلك على الجانب الآخر.