بين الماضي والحاضر.. المرأة و{الميديا»

اسرة ومجتمع 2024/11/10
...

 بغداد: سرور العلي

تنظر معظم نساء اليوم إلى أن “السوشيال ميديا” لها الكثير من الإيجابيات على حياتهن، بتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهن، ومعرفة الأخبار واستقاء المعلومات، وزيادة الخبرات المعرفية لديهن، والتواصل مع الأهل والأصدقاء.

كما لها جانب ترفيهي من خلال مشاهدة البرامج والدراما، وإجراء المكالمات الهاتفية عبر القارات ومن دون تكاليف، كما أن
هناك المحتوى الهادف الذي تتابعه المرأة، من تجارب ووصفات للطهي، وطرق جديدة
في ترتيب وتنظيم المنازل وتزيينها بحداثة، واتباع آخر صيحات الموضة، والمشاركة
في الدورات التعليمية، الخاصة بعلم
النفس والتنمية البشرية وبمختلف المجالات، والتي لها دور كبير، لكثرة تعقيدات الحياة
الآن.
كما أصبحت المرأة أكثر انفتاحاً على المجتمعات الأخرى، وتقبل مختلف الأفكار والآراء والمعتقدات، والمشاركة بالحوار
والنقاش في أهم القضايا المصيرية، والتي تخص بلداناً كثيرة، كما لا يمكننا تخطي دور هذه المنصات بإنشاء منصات المشاريع التجارية الإلكترونية للكثير من النساء، لاسيما الشابات العاطلات عن العمل، وبعض الأرامل اللواتي يعشن في مستوى معاشي متدن، وتسهم أيضاً بتوفير لقمة العيش وكسب زبائن وعملاء ومنها، مشاريع خاصة بالحرف اليدوية، وبيع مساحيق التجميل وكذلك الثياب، والأكلات الشعبية والعالمية، وخلطات العناية
بالبشرة.
وعلى الرغم من كل هذه الميزات المتوافرة في “الميديا” إلا أنها لا تخلو من بعض السلبيات، ومنها فقدان بعض النساء للثقة بالنفس، حين يشاهدن مشاهير تلك الوسائل والمنصات من اللواتي يتمتعن برفاهية مثالية وباذخة. فتبدأ المقارنات بين الحياة الواقعية والافتراضية، وكذلك هناك من يتذمرن، بسبب بعض الآراء السيئة على ما يقمن بعرضه خاصة بحياتهن اليومية، وفقدانهن للخصوصية، ولو تمعنا قليلاً بين ما كانت عليه المرأة قديماً وحديثاً، سنجد أن هناك الكثير من المتغيرات التي استولت على حياتها، نتيجة لعصر العولمة ودخول التكنولوجيا، فتغيرت معظم معتقداتها وعاداتها، وأصبحت أكثر اصراراً على اقتحام الحياة العامة، والدخول بمختلف المجالات، السياسية، والاقتصادية، والرياضية، لخلق دور مؤثر وفعال في المجتمع، بعد أن كانت غالبية النساء يركزن بشكل أساسي على تربية الأبناء، والاهتمام بشؤون المنزل. لذا فمن الضروري هنا أن تؤدي المرأة دورها بالشكل السليم،
وألا تؤثر المغريات الجديدة على ما اعتادته، وأن تتمسك بقيمها ومبادئها، كونها قدوة
للأجيال.