العدد الجديد من مجلة {حوار الفكر}

ثقافة 2019/06/27
...

سدير غازي 
 
 
صدر العدد الجديد المزدوج ( 47 - 48)  من مجلة حوار الفكر الفصلية الفكرية والتي تصدر عن المعهد العراقي لحوار الفكر، حمل العديد من المواضيع الفكرية والستراتيجية والاكاديمية، فضلاً عن عدد من المقالات لنخبة من المفكرين والباحثين العراقيين
 والعرب .
وجاء في افتتاحية  العدد مقال بعنوان (قرارعراقي يحفظ لبغداد هيبتها ) طرح فيه رئيس التحرير عباس راضي العامري التحولات الكبرى التي يشهدها العالم على مستويات الامن والهيمنة والنفوذ وتغيير الادوار والوظائف ، وما يصاحب ذلك من تفاعلات تجري في جميع انحاء العالم، بدءاً من اوروبا ومخاوف القوة السوبر من معادلات القوة الجديدة ازاء الحضور الاميركي في القارة العجوز او اللعب على محاصرة بريطانيا بتشجيع روسي ، وما يرافق ذلك من تفاعلات جانبية بدأت تضع مقدمات تضفي على الحركة السياسية في الجانب العربي القريب من اوروبا (المغرب العربي) ملامح سيناريو تراجيدي افرزته مخرجات النظام الدولي الفوضوي، والتي باتت ملامحها  تنذر بمأساة جديدة تحدق بشعوب المنطقة ودولها التي ترتبط فيها على الطرف الاخر دول الشرق الاوسط والتي باتت دول تبدي رغبتها العملية بتغيير ادوارها واللعب مع الكبار وفق سيناريوهات تخدم تطلعاتها بالحضور الآني على مختلف الساحات الملتهبة كالسودان والعراق واليمن وسوريا بالاضافة الى الدور الايراني الساعي للموازنة بين نفوذ الجمهورية الاسلامية مع تنامي النفوذ الاقليمي للدول الخليجية والحضور الصيني والروسي والاميركي
 بالمنطقة .
وفي خضم تلك الوجهات المتصارعة يرى الكاتب ان تحول العراق الى سويسرا المنطقة قائم الى هذه اللحظة بعد اللعب كطرف موازن في العديد من المواجهات الدبلوماسية و بدور ريادي بحيث تحول الدور العراقي من طرف ضحية الى طرف بطل يقود الخلافات المشتعلة الى بر السلم والحوار العقلاني ،وهذا الدور ليس بالامر الهين لكن التوافق بين الرئاسات الثلاث والدعم المؤيد لها من قبل عقلاء القوم بلورا وجهة المحاور الحيادي والمؤثر القوي في السياسة العراقية، لكن مع الاشارة الى خطر التواجد العسكري الاميركي في العراق باعتباره انتهاكاً للسيادة ومقوضاً للدور العراقي الجديد في 
المنطقة .
واحتوى العدد الجديد على بحث هو مساهمة جماعية نوعية من قسم ادارة الصراع وبناء السلم الدولي في كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد حمل عنوان (حرب النوايا .. العراق بين ستراتيجيات جيرانه المتعارضة ورؤية قادته ) حيث تناول هذا البحث عبر مساهمة  احد عشر باحثاً اكاديمياً  آثار انهيار نظام الدولة المركزية في العراق ومخاوف الدول المركزية المحيطة به وتلك التي ترتبط بهذه الدول بمصالح ستراتيجية تخشى فقدانها خاصة بعد بزوغ المشروع الديمقراطي التعددي في سماء بغداد، الامر الذي بات مغرياً لشعوب المنطقة بأن تطالب بانظمة شبيهة تعطي للمواطن خصوصيته في اختيار من يمثله او يحكمه، حيث تناول الباحثون عبر ست صفحات السيناريوهات المحتملة لتلك التأثيرات والسبل اللازمة لحماية الديمقراطية العراقية من محاولات افشال هذه 
التجربة . وجاء في العدد بحث للدكتور حسين علاوي استاذ الامن الوطني رئيس مركز اكد للدراسات حمل عنوان (القوات الامنية العسكرية العراقية بعد 16 عاماً على التغيير دراسة في تحولات القوة والقدرة والاداء ) حيث بين الكاتب الظروف القاسية التي مرت على العراق وتأثير تلك الظروف على الاسس التي بنيت عليها القوات الامنية في العراق، بالاضافة الى تواجد هذه المؤسسة ضمن اطار الستراتيجيات المتنافسة في المنطقة ما جعلها هدفاً نوعياً للارادات المختلفة بغية التأثير عليها من جهة او خلق ظروف معقدة تربك عملها وهو ما طرحه الكاتب كتحديات حقيقية تواجه المؤسسة العسكرية في العراق وسبل مواجهتها بهدف الحفاظ على المؤسسة نفسها والحفاظ على امن واستقرار العراق المرتبط بوجود مؤسسة عسكرية قوية 
وفاعلة . وطرح الدكتور عبد الجبار احمد عميد كلية العلوم السياسية السابق والدكتور احمد العوادي ورقة بحثية مشتركة حملت عنوان (البيئة السياسية في العراق ) تهدف لمعالجة طبيعة العلاقة بين البيئة السياسية والامن الوطني في ظل العديد من المتغيرات الشاخصة في الواقع العراقي والذي بات يعيش مرحلة جديدة تحكم على صانع القرار بان يتبنى فكراً ستراتيجياً يرتبط برؤية الدولة للحفاظ على الاستقرار السياسي والامن الوطني، يكون فيه العراق لاعباً اقليميا وساحة مغرية للاستثمار وليس ساحة 
للصراع .
وتضمن العدد بحثاً بعنوان (الامن والمشكلات الامنية في العراق بعد عام 2003 ) للدكتور ستار علاوي والذي وضع تعريفاً لمفهوم الامن، كونه مفهوماً ذا ابعاد عدة ومستويات متنوعة، ثم ينتقل عبر تبويبات عديدة لمناقشة الوضع الامني بعد 2003 عبر سرد تاريخي لاهم الاحداث الامنية التي عاشها العراق وتطور الوضع الامني بعد عام 2014 الذي رافق ظهور تنظيم داعش كقوة محتلة للارض ، ليطرح الكاتب تساؤلات تتعلق بالهزيمة والانتصار للقوات
 الامنية .
وفي موضوع الامن ايضاً كتب الدكتور خالد عبد الاله استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد (بناء مفهوم الامن الفكري في العراق ضرورة وطنية ) وبين الكاتب عبر صفحات بحثه العديدة بروز الحاجة العالمية لمفهوم الامن الفكري في ظل الغزو الجديد الذي سهلته اذابة الحدود بعد التطور التكنولوجي الهائل، موضحاً ماهية الامن والفكر والترابط بين الاستغلال الايجابي للتكنولوجيا وبين محاولات استباحة المجتمعات بافكار تتراوح بين الارهاب والتضعيف المرتبط بالانتماء واثر ذلك على الشعوب وبالخصوص الشعب العراقي. وحظي العدد بالعديد من المقالات منها مقال  الخبير الامني هشام الهاشمي والذي حمل عنوان ( احتمالية عودة القاعدة والتنظيمات الراديكالية السلفية الى العراق ) حيث ناقش الكاتب وضع منظمة القاعدة كجهة طلائعية قابلة لاعادة انتاج نفسها وان تنظيم داعش قد يعود الى احضان هذه المنظمة
، وصولاً الى جمع الشتات لهذه المنظمات الارهابية التي تحمل اهدافاً محددة، اذا ما توفرت لها البيئة 
الخصبة.