المواهب الرقميَّة أساسُ تحقيق التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة

آراء 2024/11/12
...

 د. ايهاب ناجي عباس* 

تتسارع وتيرة الاهتمام العالمي بنهج "الابتكار الرقمي"، باعتباره أحد أهم المحركات الحيوية للتنمية المستدامة، ومساهما فاعلا في حل المشكلات الاقتصادية. وتلعب التقنيات الرقمية المتقدمة دوراً مهماً على مستوى إحداث تأثيرات إيجابية كبيرة على الاقتصادات العالمية، باعتبارها تسهم في تعزيز الناتج المحلي.

وتسهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص والاستفادة من خبرات مختلف الأطراف العالمية المعنية، بتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من منظمات عالمية وموفري منتجات وحلول وخدمات التكنولوجيا برفع ثقافة الإبداع والابتكار التقني. يعدُّ بناء النظام الأيكولوجي الشامل والمتكامل للتحول الرقمي أحد أهم أسس نجاح مسيرة التطور الاجتماعي والاقتصادي وازدهار الأعمال والخدمات.  ومع تزايد زخم النشاطات الاقتصادية في العراق على مستوى القطاعين العام والخاص، بات لزاماً على الجهات المعنية العناية بأولوية تطوير النظام الإيكولوجي لتقنية المعلومات والاتصالات لتحقيق التحول الرقمي.اذ برهنت التكنولوجيا عبر السنوات القليلة الماضية بأن تأثيرها مهم في مجال إحراز تقدم واضح في اجراء التحولات الخاصة بتحسين الإنتاجية، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية وتحسين الجودة وهيكلة الوظائف. ومن هنا تبرز أهمية العناية بالموارد البشرية المؤهلة تقنياً للعب دور حاسم في مستقبل الرقمنة المدفوع بنشر التقنيات الحديثة والذي يتطلب مهارات جديدة تتماشى مع احتياجات التحول الرقمي في سوق العمل.   في سياق اقتصاد الابتكار، تلعب الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا دورًا مهمًا في صياغة أدوات الابتكار والاستفادة من موارده لتطوير الحلول الفعّالة. 

الحلقة الأهم في بناء المهارات هو التعليم والتدريب التقني، حيث إن الافراد الذين يتمتعون بالتعليم التقني المناسب وتنتقل لهم المعرفة الصحيحة.

من هنا، تأتي أهمية اتفاقية التعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشركة "هواوي" العالمية الرائدة في مجال توفير البنى التحتية والأجهزة الذكية لتقنية المعلومات والاتصالات، التي تمتلك خبرات واسعة من خلال أعمالها في عدد من الدول. سيدشن التعاون مع "هواوي" مرحلة جديدة في مجال تطوير منظومة شمولية لرعاية مواهب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق، وإتاحة الفرصة للمواهب التقنية والمتخصصين من الأساتذة والطلاب لتلقي العلوم والخبرات العملية، التي تسهم في صقل خبراتهم وتعزز مهاراتهم في المجالات التقنية الحيوية وأهمها شبكات الاتصالات المتطورة والبيانات وتقنيات السحابة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني التي يجب أن ترتقي اليوم.

 كشريك استراتيجي لتطوير منظومة المواهب التقنية في العراق، تلتزم "هواوي" من خلال الاتفاقية بإنشاء أكاديميات للتدريب عبر الإنترنت داخل الجامعات والكليات في جميع أنحاء العراق، متيحة بذلك فرصاً غنية للطلاب والمدريبن للوصول إلى مناهجها المتطورة وشهاداتها العالمية. وسيتم إتاحة البرنامج التدريبي للطلاب في مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة في العراق.  وفي إطار تحفيز الابتكار والفكر الإبداعي للمواهب التقنية، تشمل الاتقاقية تنظيم برامج ومسابقات سنوية في العراق كمسابقة "هواوي" لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومسابقة "هواوي" للابتكار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبرنامج "بذور من أجل المستقبل"، الذي يعد البرنامج الأبرز عالمياً وحقق نجاحات متتالية منذ انطلاقته عام 2008 ويتم تنفيذه في عدد من دول العالم.  ستتيح هذه المبادرات للطلاب العراقيين الموهوبين، فرصا غنيا لعرض وإبراز مهاراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعرف على أحدث التقنيات المتطورة، فضلاً عن التواصل مع اقرانهم من المواهب العالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما ستتيح لهم منصات المنظومة الجديدة فرصة المشاركة بدورات تدريبية في الصين، وكذلك التنافس في نهائيات المسابقات العالمية.   تسريع بناء منظومة تطوير مواهب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق على رأس أولويات الوزارة. ولا شك أن هذا التعاون سيسهم في تمكين المواهب التقنية في العراق وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعزيز إمكاناتهم وقدراتهم ودورهم الفاعل في سوق العمل. 

 نستثمر في الأجيال المقبلة ومستقبل شبابنا ونؤسس لاقتصاد رقمي مزدهر ومستدام في العراق، ونمضي قدماً في ردم مختلف أوجه الفجوة الرقمية وخلق المزيد من فرص العمل التي ترتقي لواقع متطلبات الرقمنة في سوق العمل.

 شركة "هواوي" تعهدت بوضع إمكانياتها وخبراتها لصالح تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق، من خلال استراتيجية أعمالها التي تركز على بعد المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتسخر التكنولوجيا لصالح دفع عجلة الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية. ونحن نتشارك معا الاعتقاد الراسخ بأن توفير فرص التعليم والتدريب التقني بنظم وأدوات متطورة، تتماشى مع تسارع انتشار التكنولوجيا هو جزء محوري وأولوية بالنسبة لتضافر جهود القطاعين العام والخاص، وأمر حيوي لتوفير فرص تدعم مستقبل التنمية المستدامة.



* مدير عام دائرة الدراسات والتخطيط 

في وزارة التعليم العالي