احتياطيَّات الذهب تُعزز الثقة بالعملة الوطنيَّة

اقتصادية 2024/11/12
...

 بغداد: عماد الإمارة 

يلعب الذهب دورا حيويا في الاحتياطيات النقدية للدول لعدة أسباب تتعلق بالاستقرار المالي، والتحوط من المخاطر الاقتصادية، وتعزيز الثقة بالعملة الوطنية، فضلا عن أنه أداة فعالة للتحوط ضد التضخم. الأمر الذي دعا البنك المركزي العراقي ولمرات عدة وفي سنوات متتالية إلى تعزيز رصيده من احتياطيات الذهب التي وصلت إلى 148 طنا و305 أونصات.  

وبشأن السبب الذي دعا البنوك إلى الاعتماد على المعدن الأصفر دون سواه، أوضح الخبير المالي محمود داغر لـ "الصباح"، أن سبب قيام البنوك المركزيَّة ومنها البنك المركزي العراقي زيادة شرائها من الذهب النقدي لأنّه يصلح كاحتياطي مقارنة بالذهب الصناعي، مبيّناً أنّ المركزي الصيني والاحتياطي الهندي من أكبر مشتري الذهب في العالم.


الاحتياطيات الكليَّة

وأضاف داغر أنَّ المركزي العراقي زاد من اقتنائه للذهب لأكثر من مرة خلال السنتين الأخيرتين، آخرها في الربع الاول من عام 2024 حتى وصلت الاحتياطيات الكليّة من الذهب 148 طنًا و305 أونصات بعد الصفقة الأخيرة في أيار من عام 2024 بمقدار 2 طن و644 اونصة. 


موجودات البنوك

وبيّن أنّه على الرغم من أن الذهب لا يعد أفضل الموجودات المحققة للعائد عند الاستثمار مقارنة بالعملات والودائع والأوراق الماليّة المسموح باقتنائها ضمن موجودات البنوك المركزيَّة، إلا أنه ملاذ للتوازن بين الاصول الأخرى التي تتأثر أقيامها بطبيعة الدورة الاقتصادية (ركود وتضخم)، مشيراً إلى أن الذهب يتدنى سعره عند الركود ويرتفع عند التضخم عاكساً دوره التوازني.

الاتجاه العالمي

 وتابع أنَّ الذهب يعد أيضاً ملاذًا عند تقلّب العملات ازاء بعضها بشكل شديد، كما حصل في السنتين الأخيرتين لعملات الروبل واليوان والروبية، ومن ثم يُقلل من تأثير ما يُدعى بمخاطر العملات، لافتاً إلى أن المركزي العراقي لم يشذ عن الاتجاه العالمي في شراء الذهب على الرغم من ارتفاع سعره المرافق لموجة التضخم العالميَّة التي ضربت الاقتصادات الكبرى حتى اقتربت من 10 %؛ لأنَّ قاعدة شراء الموجودات من قبل البنوك المركزيّة تقوم على مبدأ شراء الاصل عند انخفاض سعره أملًا في بيعه عند الارتفاع، وهو ما لم يحدث في الذهب لأن التوقعات خلال السنتين الأخيرتين كانت باتجاه صعود اسعار الذهب فضلًا عن استمرار تقلب العملات بشكل كبير فيما بينها.


تفادي التضخم

من جانبها، قالت المختص بالشأن الاقتصادي الدكتورة، إكرام عبد العزيز، ان العراق يعد الرابع عربيًا بامتلاكه كميات كبيرة من الذهب بصفتها عنصرًا دالًا على سلامة الاقتصاد العراقي، مبيّنة أنَّ احتياطيات الذهب والعملة الصعبة تصبح وسيلة داعمة وإطارًا مهمًا للتحوط وتفادي التضخم وارتفاع الأسعار.

 وأضافت عبد العزيز، في حديث لـ "الصباح": ، أنّ الذهب والنقد الاجنبي يعملان على الحفاظ على قيمة النقد وما يترتب عليه من فائدة؛ لذا فإن الدول تسعى الى امتلاك كميات كبيرة من الذهب، مشيرة إلى أن امتلاك كميات كبيرة من احتياطيات الذهب في ظل التقلّبات الحالية والتغيرات الجيوسياسية ووضع الاقتصاد العراقي تكون ملاذًا آمنًا لحفظ القيمة والتحوط من التضخم.


المسارات التنمويَّة

وأوضحت أنَّ وجود كميات كبيرة من الذهب لدى البنك المركزي العراقي عنصر مهم للحد من السيطرة الدولارية والحد من حالة عدم الاستقرار، مشيرة إلى أنَّ العراق حقق هذه الزيادة في احتياطياته من الذهب لخدمة المسارات التنمويَّة.

وتابعت أنَّ البنك المركزي العراقي لديه تنوّع من الاحتياطيات من بينها الذهب الذي يعد مخزونه وسيلة فاعلة وركيزة اساسية للحفاظ على القوة الشرائيَّة، مؤكدة أنَّ جود احتياطيات قويَّة وتنوعها في المحفظة الاستثماريَّة للبنك المركزي العراقي ركيزة اساسية وعامل محجم لارتفاع الأسعار والتحوط ضد التضخم وبهذا تتحقق الثقة بالنظام الاقتصادي القائم.