خطوة نحو تحسين التعليم في العراق

آراء 2024/11/13
...

 د. مصطفى رعد عبد الرسول

تخوض الدول اختبارات دولية متعددة لقياس إمكانياتها التعليمية والتربوية، ما يسهم في تحسين أنظمتها التعليمية وفقاً للمعايير التي تضعها منظمات عالمية مختصة. وحرص الدول على الانضمام إلى هذه المنظمات الرصينة يعكس رغبتها في تحقيق أهدافها التعليمية وتطوير واقعها التربوي.
تسعى الدول من خلال المشاركة في هذه الاختبارات لتحقيق هدفين رئيسين:
1. الدخول ضمن التصنيفات الدولية: تهدف الدول إلى تثبيت مكان لها على الخارطة التربوية العالمية، ما يعزز من حضورها الدولي في مجال التعليم.
2. تحسين التصنيف الدولي: تهدف الدول إلى تحسين تصنيفها دوليًا من خلال تطوير أنظمتها التعليمية ورفع مستوى الأداء التعليمي.
تشبه المشاركة في هذه الاختبارات الدولية مشاركة الفرق الرياضية في بطولات عالمية ككأس العالم. في التجربة الأولى، يكون الهدف هو المشاركة واكتساب الخبرة، أما في المشاركات اللاحقة، فيصبح الهدف المنافسة الفعلية وتحقيق النجاح. وهذه المشاركة تعتبر خطوة مهمة نحو تطوير الأنظمة التعليمية وتحسين جودة التعليم الذي يتلقاه أبناؤنا.
من خلال هذه الاختبارات، نحصل على نظرة شاملة ودقيقة حول نقاط القوة والضعف في نظامنا التعليمي، ونتمكن من مقارنة أدائنا بأداء الدول الأخرى. وهذا يتطلب تعاون الجميع؛ من معلمين وطلاب وأولياء أمور، وكذلك صناع القرار، لبناء جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل.
كيف نحقق النجاح في الاختبارات الدولية؟
هناك خطوات عدة يمكن اتباعها لتحقيق أهدافنا التعليمية، منها:
1. التركيز على المستقبل: إن مشاركة أبنائنا في الاختبارات الدولية ليست مجرد اختبار عابر، بل هي استثمار حقيقي في مستقبلهم ومستقبل البلاد.
2. تعزيز الشراكة بين المدرسة والمنزل: نجاح الطلاب في هذه الاختبارات يعتمد على التعاون الوثيق بين المدرسة والمنزل. حيث تقدم المدرسة المعرفة والمهارات، بينما يلعب أولياء الأمور دورًا مهمًا في تشجيع أبنائهم ودعمهم.
3. التفاؤل بالتغيير: قد تبدو نتائج الاختبارات تحديًا، لكنها تمثل أيضًا فرصة كبيرة للتغيير والتطوير. من خلال تحليل هذه النتائج، يمكننا تحديد مكامن القوة والضعف في نظامنا التعليمي واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسينه.
دعوة للتفاؤل والعمل
علينا أن ننظر إلى المستقبل بتفاؤل وثقة. بالعمل الجاد والتعاون بين جميع الأطراف، يمكننا بناء نظام تعليمي متقدم يسهم في بناء عراق مزدهر. هذه الخطوة تتطلب رؤية بعيدة المدى، واستعدادًا لمواجهة التحديات بروح التفاؤل والعمل الدؤوب.