حسين علي الحمداني
منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة ومن ثم لبنان كان وما زال للعراق موقف ثابت إزاء ما يجري من أحداث من شأنها أن تقوض الأمن والاستقرار المنشود لهذه المنطقة، وقبل عام من يومنا هذا تحدث السيد رئيس مجلس الوزراء في أكثر من قمة كانت، أبرزها قمة الرياض العربية الإسلامية عام 2023 وبحضور ممثلي دول أوروبية، كان صوت العراق واضحا بإدانة العدوان الصهيوني وضرورة السعي لإيقاف الحرب قبل أن تحرق باقي المنطقة. وظل الخطاب العراقي الرسمي والشعبي داعما لفلسطين ولبنان وداعيا لوقف العدوان من جهة، ومن جهة ثانية لتشكيل قوة ضغط عربية – إسلامية
من أجل ذلك.
وها نحن بعد عام من هذه القمة نجد أن رؤية العراق لما يجري كانت صائبة في التحليل والتشخيص لما قد يحدث، لهذا سعى العراق لعقد قمة عربية إسلامية ثانية في الرياض وسط متغيرات ربما تسهم في وقف للحرب والعدوان الصهيوني، سواء على غزة أو لبنان.
لم يدخر العراق جهدا في الفترة الماضية في حث العالم على وقف العدوان، خاصة أن دور العراق في محيطه العربي والإسلامي تطور كثيرا في السنوات الأخيرة، وبات فعالا بشكل ملحوظ لما يمتلكه العراق من ثقل حضاري واقتصادي من جهة، ومن جهة ثانية من مصداقية كبيرة في صناعة السلام الذي تفتقده منطقتنا منذ عقود طويلة. وهذا ما يجعل من العراق مؤهلا لأن يأخذه دوره في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها بشكل كبير جدا.
لهذا جاءت قمة الرياض العربية – الإسلامية في توقيت مناسب جدا وسط متغيرات كبيرة أبرزها فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا ووعوده بإيقاف الحروب في العالم وفي مقدمتها العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، والجانب الآخر تغيرات الرأي العام العالمي الذي بات اليوم أكثر تعاطفا مع العرب، سواء كان الفلسطينيين أو اللبنانيين وهم يواجهون آلة العدوان الصهيوني التدميرية، وهو ما يعني أن قمة الرياض العربية – الإسلامية استطاعت تشكيل قوة ضغط كبيرة جدا على صُناع القرار في العالم والمجتمع الدولي للسعي لوقف الحرب والجنوح صوب الحلول السلمية،