ياسر المتولي
في خطوة لافتة تتجه الحكومة نحو تصحيح الخلل البنيوي في أداء وإدارة الشركات الحكوميَّة (العامَّة)، لجعلها شركات رابحة ومنتجة، في وقتٍ أغلبها كانت متراجعة وخاسرة.
يأتي ذلك من خلال تفعيل عمل اللجنة العليا المشكلة لهذا الغرض، (هيكلة الشركات) وإيلائها الاهتمام المباشر من رأس هرم السلطة.
وتهدف إعادة هيكلة الشركات العامَّة إلى تحسين أداء الشركات وزيادة كفاءتها وتطوير استراتيجياتها. بما يمكنها من المساعدة في تبسيط العمليات وتحسين سير العمل، بما يزيد من الكفاءة التشغيليَّة، وتقليل التكاليف، وبما يمكنها وأقصد (الشركات) من زيادة أرباحها وتحقيق نموٍ مالي مستدام، فضلاً عن أنَّ إعادة الهيكلة تتيحُ للشركات التكيف مع التغيرات في السوق والتكنولوجيا ومتطلبات العملاء، ما يساعدها على تحقيق التنافسيَّة.
وبتعريفٍ مبسطٍ للهيكلة فإنَّها تتضمن تحقيق شراكة متكافئة مع القطاع الخاص، وتحويلها إلى شركاتٍ مساهمة، والاستفادة من خبرات القطاع الخاص في إدارتها، أو عن طريق دمج بعضها البعض للشركات المتشابهة، التي تمارس النشاط ذاته، وكذلك خصخصة جزئيَّة للبعض منها، لا سيما الخاسرة والمقررة تصفيتها.
ومن الضروري لا بل من المؤكد الحفاظ على حقوق العاملين الفائضين، ذلك أنَّ الهيكلة ستؤدي الى إزاحة الفائض من العاملين، ما يتطلب التعاطي مع الفائضين، بما يحقق العدالة في الحصول على حقوقهم التقاعديَّة، والاستفادة من بعض الخبرات الوسطيَّة لزجهم في الشركات الناشئة، والأمر الأكثر أهميَّة هو تشجيعهم على ممارسة النشاط الخاص، ومساعدتهم على إنشاء مشروعاتٍ صغيرة خاصة بهم، عن طريق القروض الميسرة والمشجعة.
وبذلك يمكن لعمليَّة الهيكلة أنْ تتخلص من التحدي الأكبر الذي يواجهها، والمتمثل بالعمالة الفائضة.
إنَّ انعكاسات الهيكلة ستسهمُ في تحسين العمليات الإنتاجيَّة، وذلك يتطلب اهتماماً بالتدريب والتطوير، بما يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة، ما يعزز رضا العملاء.
إنَّ إعادة الهيكلة تساعد في تحديد وإدارة المخاطر بشكلٍ أفضل، الأمر الذي يسهم في استقرار الشركات ومرونتها في مواجهة التحديات. ومن خلال تبني هياكل تنظيميَّة مرنة ومبتكرة، يمكن للشركات تعزيز قدرتها على الابتكار وتطوير منتجاتٍ وخدماتٍ جديدة. ولعلَّ من المفيد الإشارة إلى أنَّ هيكلة الشركات وتحويلها الى مساهمة، سيسهم في تعزيز النمو الاقتصادي، من خلال إدراجها في سوق العراق للأوراق الماليَّة المحفز لسوق المال وسوق العمل والنمو.
خلاصة القول إنَّ إعادة هيكلة الشركات هي عمليَّة تتطلبُ تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً فعالاً لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.