بغداد: مقتدى أنور
في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الكثير من الطلبة، يجد العديد منهم أنفسهم مضطرين للجمع بين العمل والدراسة من أجل تلبية احتياجاتهم المالية وضمان إكمال دراستهم والحصول على شهادات دراسية. وعلى الرغم من صعوبة هذا التوفيق، يرى كثيرون أن الجمع بين الجانبين أصبح ضرورة لا مفر منها.
تقول بنين رعد، طالبة جامعية، إنها تعمل في وظيفة بدوام جزئي، لتوفير المزيد من المال رغم أنها تحصل على منحة خصصتها الحكومة للطلبة من أبناء الأسر المشمولة بإعانات الحماية الاجتماعية.
وتضيف : «رغم أن المنحة تسهم جزئياً في تغطية احتياجاتي، إلا أنني بحاجة إلى المزيد من المال لتوفير متطلبات الدراسة». وتشير إلى أن الجمع بين العمل والدراسة ليس سهلاً، لكنه أصبح أمراً محتماً.
منحة الطلبة
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، كشفت عن تخصيص أكثر من 48 مليار دينار كمنح دراسية للعام الدراسي 2023 - 2024، استفاد منها أكثر من 62 ألف طالب من مختلف الجامعات الحكومية.
وتبلغ قيمة المنحة الشهرية 100 ألف دينار لطلبة البكالوريوس، و150 ألف دينار لطلبة الماجستير والدكتوراه.
العمل ضرورة
الطالب كرار رياض، يرى أن العمل أصبح ضرورة لأغلب الطلبة بسبب ارتفاع متطلبات المعيشة وتغطية تكاليف الدراسة من أجور نقل وملابس والمستلزمات الأخرى.
يقول رياض: «نحن نعمل 5 - 7 ساعات يومياً بعد الحصص الدراسية لتغطية تكاليف الدراسة»، لكنه يعتبر أن العمل أثناء الدراسة ليس فقط ضرورة مادية، بل يمثل أيضاً فرصة لتطبيق ما يتعلمه في الدراسة وتطوير مهارات عملية في مجالات مثل تنظيم الوقت والعمل الجماعي.
التحديات النفسية
يشير الباحث الاجتماعي أحمد مهودر إلى أن ظاهرة العمل إلى جانب الدراسة تمثل استجابة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وفي حديثه لـ «الصباح»، يوضح مهودر: «رغم أن هذه الظاهرة قد تساعد الطلبة في اكتساب الخبرات وتنمية مهارات جديدة، إلا أنها قد تترك تأثيرات سلبية مثل الاجهاد
النفسي والقلق وضعف العلاقات الاجتماعية».
ويشدد مهودر على ضرورة توفير بيئة أكاديمية ومهنية تساند الطلبة في الجمع بين العمل والدراسة، مع أهمية تعزيز الوعي حول أهمية إدارة الوقت والتخطيط الجيد.
تقول بنين رعد، طالبة جامعية، إنها تعمل في وظيفة بدوام جزئي رغم حصولها على المنحة المالية. ورغم أن المنحة تسهم جزئيًا في تغطية احتياجاتها، إلا أنها تجد نفسها بحاجة للعمل لتوفير المزيد من المال. «الجمع بين العمل والدراسة ليس سهلًا، لكنه أصبح أمرًا محتمًا»، تضيف رعد، وبالنسبة لها، فإن التحدي يكمن في كيفية التوفيق بين العمل والدراسة دون التأثير في أي منهما. «العمل والدراسة ليسا مشكلة بقدر ما هما مسؤولية تحتاج إلى تنظيم حياتنا بطريقة علمية وعملية».