الخطة الطموح للمدارس

آراء 2024/11/28
...

 ابراهيم سبتي 


تنقل لنا الأخبار عن دخول أبنية مدرسية جديدة بين حين وآخر، وخاصة خلال السنتين الماضيتين وهذا العام الذي سيبدأ قريبا.. إن هذا المشروع الكبير هو واحد من المشاريع الريادية والمهمة، التي ستعود بالفائدة على أبنائنا الطلبة، من خلال جعلهم ينتظمون في دوام مزدوج والتخلص تدريجيا من الدوام الثلاثي، الذي سببه الرئيس قلة الابنية المدرسية مما يربك المنهاج الدراسي وخطط الادارات، التي توضع لغرض انجاح العام الدراسي. إن قلة الابنية المدرسية هو موضوع شائك ومتوارث منذ أزمان متعاقبة وللأسف لم تنفع الحلول الترقيعية في حل المشكلة لعدم توفر إرادة في بناء أبنية مدرسية جديدة منذ عقود، فانعكست حالة التدابير المؤقتة على الوضع الدراسي العام وظل الحال يراوح في مكانه. إن حل مشكلة تعدد الدوام في البناية المدرسية الواحدة، سيسهم عمليا في تطور اساليب التدريس واطلاق الابداعات في الخطط للشعور بأريحية في توفر المكان الملائم لذلك وازالة الصعوبات التي تعيق العملية التربوية. اضافة إلى ان تعدد الدوام لعدة مدارس في بناية واحدة سيؤدي حتما إلى استهلاك سريع لجميع المستلزمات الموجودة مثل المقاعد الدراسية والسبورات وغيرها من المواد، التي تستهلك اضافة للاستهلاك المتواصل للصحيات والمياه والملحقات الاخرى نتيجة الاستخدام الاعلى والزائد عن الحاجة المخصصة له. وبذا ستكون المدرسة بحاجة مستمرة للترميم وانفاق الجهد والوقت والمال لاعادة كل شيء إلى سابق عهده وهي حالة ربما تتكرر سنويا.. إن المشكلة قديمة يزيدها صعوبة هو عدد السكان المتزايد، اضافة إلى قصور في الخطط الموضوعة قبل عقود مضت في انشاء الابنية المدرسية، والتي لم تدرس الزيادات المتوقعة في اعداد التلاميذ والطلبة والكادر التربوي. فظلت مدارسنا تعاني من الأزمات المتلاحقة، خاصة ان عقودا من الزمن لم تبنَ فيها مدرسة جديدة وتحديدا في العقود التي سبقت العام 2003 وكانت تكتفي باعادة التأهيل والترميم فقط، من دون النظر للحاجة الماسة لأبنية جديدة واستشراف المستقبل حسب الدراسات التي من المفترض ان تتوقع كل ما يمكن توقعه. ويظل الطموح هو مدرسة واحدة في كل بناية، وربما قد يكون هذا الطموح في سلم اولويات العملية التريوية. ولكن وصول الطموح الحالي إلى الدوام الثنائي أو المزدوج هو افضل في الوقت الراهن، لانه بالتأكيد سيكون مريحا للطالب والمعلم والادارة، ولا يتسبب في هدر المستلزمات والاثاث الموجود في المدرسة، ولا يتسبب في استهلاك للمرافق العامة مثل الصحيات والمياه والجدران والأرضيات ولو انها قد تتسبب باضرار ولكن بنسب قليلة وأهون من الدوام الثلاثي المنهك للبناية والتربوي والطالب على حد سواء. إن التعليم أحد أركانه الاساسية هو المدرسة وتلعب دورا حاسما ومهما في ادارة العملية التريوية ولولاها لم يكتمل التعليم، ولم يستفد الطالب ولا يتحقق المنهج الدراسي. فصارت المدرسة ركنا محوريا لممارسة الخطط التريوية وبناء اجيال من المتعلمين الذين سيكونون احد اعمدة المجتمع في نموه وتطوره. لان المجتمع لا يبنى بالجهل ابدا ولطالما توجد مدرسة فمؤكد يوجد من يرفع اعمدة العلم. إن المشروع الطموع لبناء المدارس وادخال ابنية جديدة للخدمة في كل عام دراسي، سيكون عاملا مهما وحافزا لديمومة العملية التعليمية ويقلل من سلبيات كثيرة مصاحبة للتعليم ومنها تسرب بعض التلاميذ من المدرسة وقلة الحماس والدافع للتعليم في ظل ظروف قد تكون غير ملائمة للتلميذ..