بغداد: غيداء البياتي
تصوير : كرم الاعسم
تشعر زينة أنور»32» عاماً بالإثارة والشغف عندما تزين صالة منزلها بشجرة عيد الميلاد، استعداداً للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، فبعد أن وضعت قبعة «سانتا كلوز» الحمراء على رأسها قالت وهي تبتسم: «بعيداً عن أصول الاحتفال بهذه المناسبة التي تمثل بداية سنة ميلادية جديدة وبغض النظر عن أبعادها الدينية والتاريخية، فقد اعتدت مع أسرتي على الاستعداد ومنذ اليوم الأول من شهر كانون الأول لتلك المناسبة بنصب شجرة الميلاد وتزيينها بشخصية بابا نوئيل والأجراس الحمراء والنشرات الضوئية.
أنور بينت خلال حديثها :»أن هذا الاستعداد يسهم في إضفاء روح السعادة والفرح بين أفراد الأسرة، كما يعطي نوعاً من البهجة في الحياة الأسرية، لا سيما في تعليق الزينة الخاصة بتلك المناسبة على شجرة الميلاد، وكأن في هذا اليوم يكون كل شيء جاهزاً لإحداث تغييرات إيجابية في محيط الأسرة، فابنتي الصغيرة تشعر بسعادة كبيرة وهي تعلق الزينة وتشارك في ترتيب صالة المنزل، وهذه السعادة تجعل الأطفال يتعلمون حب العمل المشترك من خلال الاستمتاع في الترتيبات، كما تجعلهم يشعرون بأهمية الوقت وقيمة الأيام التي ستمضي مع العد التنازلي لنهاية العام الحالي، وبدء عام جديد في كل مرة ينظرون إلى الشجرة والسانتا كلوز».
وبينما يتجول منذر اللامي بين المحال التجارية لشراء احتياجات منزله وأسرته، شدت انتباهه عروض عن أشجار خضراء بجميع الأحجام، وكذلك الزينة المتنوعة الخاصة بتلك الأشجار التي تنتشر في أغلب المحال استعداداً للاحتفال بعيد رأس السنة، فيقول: «بعد أن شاهدت جمال النشرات المعروضة قررت أن أعطي لأسرتي هدنة من منغصات الحياة فاقتنيت شجرة الميلاد مع الزينة الضوئية، لنصبها وتزيينها وسط أجواء مسلية وممتعة».
أجواء مٌمتعة
الخمسينية أم مثنى لم تنس شراء هدية لجارتها المسيحية مريم انطوان في عيد رأس السنة، وإنها كما تقول لا تترك مريم تزين شجرة الميلاد من دونها وتضيف: «جارتي المسيحية تساعدني خلال الاستعداد لشهر رمضان، ونتعاون في تجهيز الأكلات الرمضانية ونتبادل الأطباق خلال أيام
الشهر الفضيل، وبالمقابل أشاركها الاستعداد لليلة رأس السنة بتزيين شجرة الميلاد، وأتبادل معها المعايدة في هذه المناسبة».
أم مثنى تؤكد أن أجواء الاستعداد لبدء عام جديد تكون مميزة وحتماً تسعد أفراد الأسرة وتدفعهم إلى التفاؤل، فبعض الأسر تجد في تلك الاستعدادات متنفساً لها ونوعاً من التغيير الإيجابي».
طاقة المكان
مدربة التنمية البشرية الدولية اسراء الناصري قالت لـصفحة «أسرة ومجتمع»: «إن الشجرة بحد ذاتها ترمز للحياة والإيجابية والتواصل لذلك نرى أن الخبراء وعلماء النفس ينصحون الأشخاص بالخروج إلى الحدائق والاطلاع على الأشجار، خاصة الذين يشعرون بعدم التوازن والارتياح، لذلك أنصح باقتناء شجرة طبيعية مغروسة ويتم سقيها؛ لأن الأشياء الطبيعية تعطي ذبذبات روحية تريح الأعصاب، خاصة إذا كانت داخل المنزل، وتزيينها بالإنارة المتحركة لتضفي نوعاً من البهجة والتفاؤل»، مبينة أن الإنسان هو من يجلب الطاقة الإيجابية لنفسه من خلال الاستشعار الذي يمنحه الكون له، أي كلما سخر الإنسان ذبذباته الخاصة للفرح والابتهاج تراه يشعر بطاقة إيجابية، وسيرى الحياة جميلة، لذلك على ربة الأسرة أن تكون متفائلة وسعيدة حينما تنصب شجرة عيد السنة الميلادية، وتخبر أولادها بأن العام الجديد سيكون أجمل وبذلك ستحمل تلك الشجرة كل شيء جميل للمنزل، وستكسب الأسرة طاقة المكان.
الرأي الاجتماعي
الباحثة الاجتماعية تقوى سعد أوضحت أن : «أكثر من يتأثر بشجرة «الكريسماس» وزينتها، هم الأطفال، حيث إن إنارتها وزينتها تدخلان البهجة والسرور في نفوسهم، خاصة إذا وفر الوالدان ملابس البابا نوئيل لهم وبعض الهدايا فنرى السعادة تملأ المنزل، لأن أغلب الأطفال لديهم فكرة أن بابا نوئيل سيأتي فعلاً في ليلة رأس السنة محملاً بالهدايا، فيستيقظون باكراً بنشاط خلال الأيام الأولى من تزيين المنزل للذهاب إلى المدرسة ويتحدثون مع زملائهم عن الهدايا وعن شجرة الميلاد، ما يثير حماسهم وشعورهم بالسعادة».
أما عن تأثير الاستعدادات لليلة الكريسماس في الكبار فتقول تقوى: «إن الزينة والشجرة والإنارة تبعث الفرحة في نفوس الكبار والصغار فبمجرد وجود تغيير في صالة المنزل أو غرفة المعيشة يكون هنالك ارتياح من قبل أفراد الأسرة، لاسيما النشرة الضوئية التي تنير المكان واللون الأخضر المريح للنفس، وأنصح الأسر بأن تزين منازلها وأن يتبادل أفرادها الهدايا فيما بينهم وبين جيرانهم من أجل خلق البهجة».