اللقاء الذي جرى بين السيد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي واعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يرسل رسالة مشتركة بليغة من كلا الطرفين، من ممثل الشعب الاول الى صناع الكلمة والرأي وطليعة المجتمع، ومن هؤلاء الى الطبقة السياسية والمجتمع عموما.. تحدث الحلبوسي وهو يعرف بالضبط الدور المقبل للادب والثقافة في تغيير الصورة المأساوية التي عاشها شعبنا لاسيما في المناطق المنكوبة التي تحررت من داعش بتضحيات العراقيين جميعا.
تحدث عند دور الكلمة الى جانب القوة المباشرة في دحر التطرّف والارهاب قائلا: إنّ الفعل العسكري هو المراحل المتقدمة لمعالجة الخلل والخرق الذي تسعى اليه التنظيمات الإرهابية لكن الفعل الثقافي هو الأرضية الصلبة لبناء المجتمع مؤكداً السعي لإصدار تشريعات تدعم العملية الثقافية في البلاد وإغناء العقل العراقي للرهان على مستقبل زاهر للعراق، وهو منهج يمكن ان يسير عليه النشاط المدني والفني عموما في البلاد، لانه ارضية صحيحة لاجتثاث الارهاب من جذوره وعاداته وثقافته المريضة، لاسيما ونحن نعيش في زمن انتشار وسائل الاعلام التي تجعل شبابنا عرضة للاخبار المفبركة والمعلومات
الخطيرة.
من جهته قدم رئيس الاتحاد الاديب ناجح المعموري عرضا عن حال الادباء في المناطق المحررة التي عاشوها في المرحلة القريبة الماضية ويعيشونها في الظروف الراهنة، مشيرا الى ان الثقافة ليست الكتابة فقط بل هي مجمل الانشطة الفنية والانسانية وان لها الدور الابرز في حماية المجتمع، وعلى السياسيين ان يعوا ذلك ويوفروا الدعم المناسب والبيئة الصحيحة لهذا الفعل المهم، الحلبوسي من جانبه لم يترك المعالجات في حدوث الدعم المعنوي فأوعز بتخصيص مقرات للاتحاد في تلك المناطق بضمنها مقرات لنقابة الفنانين والصحفيين وتحَمُّل كامل نفقاتها الشهرية بمساعدة المسؤولين في تلك المدن لتمكينها على أداء
عملها.
كذلك تحدث الحلبوسي عن مشاريع ثقافية وصحفية وتنشيط الحالة الادبية في العراق عموما.. الأبعد من هذا اللقاء ومادار فيه، انه من اللقاءات النادرة التي يجتمع خلالها ممثل السلطة التشريعية الاول مع ممثل الادباء والفنانين، انه اجتماع الشعب مع ادبائه وفنانيه والمبدعيه الذين لايمكن لاي عمل سياسي ان يتجاهل دورهم كقوة فاعلة للتغيير ومكافحة التطرف والارهاب .
ومن المؤكد أن الحلبوسي الذي شهدت مرحلة ترأسه للبرلمان نشاطا وطنيا واسع النطاق وكان ممثلا متوازنا لجميع مكونات الشعب العراقي بما يعنيه منصبه، يعي تماما ان الانفتاح السياسي على الثقافة وهموم روادها بهذا الشكل من الرعاية والاهتمام يعطي أنموذجا وفاتحة مهمة لان تكون الكلمة الى جانب السلاح المباشر والعمل المشترك لخلق ثقافة وطنية شاملة متقدمة هي في ذاتها قوة وطنية موحّدة ضد كلّ اشكال التطرف والفرقة وجعل البلد ضعيفا أمام الأعداء والمؤامرت الخارجية، شكرا لرئيس البرلمان على هذه المبادرة المميزة وشكرا للادباء الذي قدموا صورة لممثل الشعب صريحة وواضحة وعملية انتجت قرارات من رجل دولة في تقديم العون والوقوف على احتياجات الثقافة العراقية التي تمثل الدرع الدائم للشعب العراقي في الحفاظ على مكاسبه التاريخية ضد الهجمات الظلامية التي لاتريد خيرا لهذه البلاد.