صدر العدد الثاني من مجلة “المأمون” لهذا العام 2019. وقد تصدرت العدد صورة للروائية العراقية لطفية الدليمي،التي اجرت المجلة معها حواراً مهماً، قالت فيه الدليمي عن الترجمة: “لاارى مثلبة في توصيف حالنا، كما تقول الحقائق الصارمة على الارض، ومفادها اننا عاجزون عن مواكبة التفجر المعلوماتي في كل مناحي المعرفة.لكن لاينبغي لهذا الاعتراف النبيل ان يكون واجهة او متكأ يخفي التقاعس والتكاسل في اداء واجباتنا الترجمية الممكنة،وهي ممكنات متعددة الافاق وليست بقليلة ابداً”. اضافة للحوار الذي اجرته مع الدليمي، نهضة الكرطاني، نشرت المجلة ملفاً بـ 25 صفحة عن لطفية الدليمي، اسهم فيه الناقد علوان السلمان بمقال بعنوان “الدليمي والابداع
الترجمي”.
والناقد فاضل ثامر بمقاله “الكتابة الميتا سردية ملاذاً من جحيم الموت”، والناقد محمد جبير بمقاله “الرهان على جماليات النص في سيدات زحل”..
الترجمة الادبيًّة
في مجال الدراسات تضمن العدد دراسة من ترجمة الكاتب كامل عويد عن “حدود السرد الجديدة “ لاليساندرو ليدوان . ودراسة اخرى مترجمة لايمان ذيبان قاسم بعنوان “نحو تعريف ثان للترجمة الادبية” لجوديت وودس ،تساءلت فيها، هل ينبغي لنا ان نترجم بحرفية ام بحرية؟ واقعاً.. تنوعت الاجابات عن هذه المسألة من حقبة زمنية الى اخرى ،وفقاً للذوق العام والقيم الفنية والاخلاقية لكل ثقافة.وقد فكر المترجمون بهذه المسألة بشكل تجريبي، كما اعدوا دراسات وايضاحات وقوانين اسموها بالطرائق او المفاهيم .كما اتفقوا على اساليب متباينة للوصول الى حلول وسطية ناجحة تجعل النص المترجم مقبولاً وقريباً من النص الاصلي.
العنف والمسرح
في مجال الفنون تضمن العدد موضوعات عن المسرح والسينما والتشكيل. فالناقد عباس لطيف كتب مقالاً بعنوان “مفهوم العنف وتجلياته في المسرح العراقي”، اكد فيه ان العنف والمسرح يمثلان نقيضان، فالمسرح بوصفه ظاهرة انسانية يتقاطع مع ظاهرة العنف بوصفها نزوعاً سايكوباثياً يمزج بين السادية والعدمية. ووفق هذا التوصيف فان التناقض بينهما يفرز اشكالية على مستوى المعنى القصدية. فالمسرح حين يتصدى لمعالجة الشر والعنف والاستلاب، فانه يسعى للتطهير والكاثوسيس الارسطي، بل ينطلق ويتجاوز هذا المعنى باتجاه ادانة وتعرية وكشف الظواهر العنفية بكل اشكالها وتجلياتها..