تسويق المنجز السردي العراقي بين الواقع والطموح

ثقافة 2019/07/01
...

 
بغداد/ ابتهال بليبل
 
احتضن نادي السرد في اتحاد الأدباء ندوة بعنوان (تسويق المنجز السردي العراقي بين الواقع والطموح)، بحضور نخبة من الأدباء والناشرين من أصحاب دور النشر والمثقفين.
وتحدث الدكتور علي حدّاد الذي أدار الندوة عن إشكالية التسويق المعنوي – وتحديداً- بكيفية ايصال معنى ومسمّى وأهمية أصحاب هذه المنجزات السردية بأفق أوسع مما هم عليه.
كما وقد طرح تساؤلات - ماذا لو اشتغل الإعلام العراقي على أن يروّج لمنجزنا السردي؟، ماذا لو أن القنوات الفضائية العراقية انتهجت وكررت اعلاناً عن الرواية العراقية التي فازت بجائزة أو تفوّقت؟، ماذا لو أن ما ينتج سردياً وابداعياً يروّج لها كما يروّج للسلع والبضائع؟، وماذا لو ظهر إعلان بين الاعلانات عن عمل أدبي؟، ماذا لو وضعت صور لمبدعي السرد العراقي حققوا إنجازات متميزة في لوحات الإعلانات في الساحات والشوارع؟.
وتوقّف حدّاد من خلال حديثه، عند الجانب المادي ومعاناة المؤلف، وعند المنجز السردي وعدم القدرة على تسويقه بسهولة. إذ تعد الرواية من أكثر المنجزات التي تعاني من صعوبة التسويق، وتجلّى ذلك في عدم القدرة على نشرها في الصحف المحليّة كما النصّ الشعري أو القصصي.
أما الروائي صادق الجمل فقد تحدّث عن مشكلة التوزيع السردي، وكيف أن الخمسينيات من القرن الماضي كانت مزدهرة بتوزيع الجرائد، كما وقد تناول عبر الندوة باعة الكتب- آنذاك- وكيف هو حالهم بعد سنوات طويلة وقد أصبحوا أصحاب دور للنشر.
 وتطرق أيضا إلى إشكاليات التوزيع والمتمثلة في الرقيب الأمني والرقيب اللغوي. وانتقد الجمل عددا من دور النشر والمؤسسات المعنية بالطبع والتوزيع، وجاء في حديثه أن لها الدور الكبير في استسهال الطبع وظهور روايات ليست ذات قيمة.
وشارك في الندوة أيضا صاحب دار العصامي من اتحاد الناشرين ثائر العصامي، وكانت محاور حديثه عميقة، إذ طرح مشكلات كثيرة تعرقل تسويق المنجز السردي العراقي، وأيضا التحديات التي تواجه عمل دور النشر. 
وقد تناول العصامي عبر كلامه، المنجز الروائي وكيفية ظهوره بشكل جيد عبر الطبع والتسويق، والعبء الذي يقع على عاتق دار النشر التي تعد قطاعا خاصا وامكانياتها محدودة، ومراحل الطباعة كاملة حتى التوزيع والتسويق، وكذلك الزيف الذي يحدث عن دور النشر وتعاملها عبر ايهام المؤلف أو صاحب المنجز بقدرتها على الطبع والتوزيع لتحصل على أمواله من دون أن تسلّمه الكتب، وكأنّها حيل لاستحصال الاموال فقط.
 كما وركّز على مراحل طباعة الكتاب، اذ هو بحاجة للجان عمل مشتركة ومتخصصة لإظهاره بطريقة جيدة ومناسبة، مثلا أن تتكون من متخصصين باللغة والشعر والرواية وغير ذلك – وهي الشروط التي تعمل عليها دار نشره الخاصة - محاولةً – هذه الدار- الابتعاد قدر المستطاع عمّا تتبعه بعض الدور من خروقات وتجاوزات ظهرت تبعاتها لاحقاً على السوق الثقافية والمنجز العراقي. 
ويرغب العصامي بوقف استهداف الثقافة العراقية عبر التعقيدات المتمثلة بالإجراءات الروتينية والاهمال الواضح. وتعد مسألة المشاركة في المعارض الدولية مثالاً واضحاً على عدم القدرة على تسويق الكتب والمطبوعات بسهولة. 
وتحدث عن قانون عدم تصدير الكتاب لعام 1992، ومخاطبات دور النشر والتوزيع للجهات المسؤولة من وزارة الثقافة ووزارة التجارة والجمارك وغيرها، حتى تمت الموافقة على رفعه وأحقية تصدير الكتاب قبل أشهر بعد ضغوط ثقافية واسعة، لكن إمكانية التصدير لم تكن بالطموحات المنشودة، بسبب الاجراءات والتعقيدات المرتبطة بالجهات الرسمية.