دورات تدريبيَّة

الرياضة 2024/12/19
...

علي حنون

في كلّ أنحاء المعمورة وفي أيّ مفصل من مفاصل الحياة، هناك رؤية مهنية للجهات المعنية بكل حالة تختص بالدراسة والتخطيط تضع تفاصيل ومُفردات خطة مُتكاملة قبل الشروع بتنفيذ المشاريع ومنها يقيناً دراسة الجدوى المالية، التي تُوازن بين المُعطيات، وأيضاً في ما يتعلق بمدى الحاجة للتخصّص وماهية استثمار الطاقات والكيفية التي يُمكن من خلالها استثمار القدرات في إصابة التوفيق والتفوق، وغيرها من المعايير لتجنب الوقوع في (شرك) عدم الحاجة والبطالة، وهذه بالتأكيد تسري على مفاصل المنظومات الرياضية، كونها جزءاً لا يتجزأ من حلقات تحقيق الاستدامة في العطاء لشريحة اجتماعية مهمة، تُعنى بالجانب الرياضي، في جانب غاية في الأهمية ذلك أنه يتعلق بكوادر تعمل على خلق أرضية مُتاحة للتمكين في مجال تطويع المواهب والأخذ بإمكاناتهم.
وما دفعنا للخوض في ما سردنا هي كثرة واستمرارية الدورات التدريبية في مجال كرة القدم دون الاحتكام إلى دراسة أو غاية بعينها سوى رغبات شخصية للمُدربين، ما جعل ساحتنا تعج بالأسماء التدريبية الشبابية دون إيجاد فرص عملية لتُحقق تلك الوجوه ما تنشد من تطلعات، فأمسينا نعيش في أتون بطالة تدريبية مُقنّعة، وبلا ريب، فإنَّ المُدربين كُلهم يبتغون من انخراطهم بالدورات التدريبية التطوير والتمكين أكثر وأيضاً الحصول على فرص عملية تُعينهم في العثور على واقع مُؤهلاتهم الفنية، ومعلوم أيضاً أنَّ هذه الدورات لا يُمكن أن يُولد جرّاء الانخراط فيها مُدرب ما لم يكن يتحلى بخصال وموهبة التدريب والشخصية التدريبية، ولكنها تطوّر في أفق معرفته من جانب وتمنحه رخصة مُمارسة مهنة من جانب آخر، لكنّ اليقين أنها لا تُؤطر المُتدرب بحلقات هي في الأصل ليست من خصاله الفنية.
نقر جميعاً أنَّ من حق أي اسم يَجد في نفسه ما يُؤهله للسير في سبيل التدريب أن يَشترك في الدورات التدريبية طلباً للاستزادة من المعلومات، وعديد المُدربين، الذين يشتركون في تلك الدورات يُدركون عن إيمان أنهم لا يُمكن بنيلهم الشهادة التدريبية، أن يفرضوا على إدارة منظومة كرة القدم أي التزام تجاههم، وهو سلوك ينم عن تفكير سليم وإيجابي، ولكن في الوقت نفس هناك من يعتقد أنه بحصوله على الشهادة التدريبية، يُلقي على عاتق اتحاد كرة القدم مسؤولية مهنية تفرض على الأخير أن يمنحه فرصة تدريبية، وهنا تكمن الطامة الكبرى لأنّ جُلّ من ينال الشهادة التدريبية، يُؤمن بهذا الأمر، وهنا سنكون إزاء مشكلة كبيرة من الضروري إيجاد الحلول الناجعة لها، من خلال فلسفة واقعية ينتهجها اتحاد كرة القدم، يضع فيها معايير ومُحددات لمن يرغب من المُدربين المشاركة في الدورات التدريبية، ونخص منها الدورات، التي يشرف عليها الاتحاد، طالما أنَّ في ذلك خطوة مهمة لتنظيم العمل التدريبي.