كتب: زيدان الربيعي
الحديث عن كيفيّة ولادة فكرة تنظيم بطولة الخليج لا يحتاج للكثير من الجهد بسبب وجود كمّ هائل من المصادر من الصحف والمجلات والكتب العراقية والعربية التي أشارت إلى أنَّ ولادة البطولة كانت سبباً رئيساً بتطور كرة القدم ببلدان الخليج العربي.
البحرين وستانلي روس
انطلقت فكرة إقامة بطولة الخليج عن طريق الأمير السعودي خالد الفيصل، والتي ابتكرتها إحدى شركات السجائر الأجنبية التي تعهدت برعاية البطولة في عام (1968)، إلا أنَّ أبناء الخليج تمسّكوا بالفكرة وتخلّوا عن الراعي الأجنبي، إذ تم عرض المشروع من قبل الوفد البحريني وأثناء تنظيم الألعاب الأولمبية في المكسيك العام (1968) على ستانلي روس، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك، الذي أبدى ترحيبه بتنظيمها وبالفعل عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعاً لدراسة الفكرة في (19) حزيران (1969) في المنامة، وتم الاتفاق على تنظيم البطولة الأولى في البحرين العام (1970)، وشاركت فيها (4) منتخبات هي الكويت، البحرين، السعودية، قطر، وقد حصل المنتخب الكويتي على اللقب.
ستة منتخبات
نجاح ولادة البطولة أدى إلى الاتفاق على إقامتها كلّ عامين، إذ أقيمت البطولة الثانية في السعودية العام (1972)، وارتفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى (5) بعد انضمام منتخب الإمارات، بينما شهدت هذه البطولة انسحاب منتخب البحرين منها احتجاجاً على قرارات التحكيم، ليكون ذلك الانسحاب هو الأول في تاريخ البطولة التي احتفظ منتخب الكويت بلقبها للمرة الثانية على التوالي، وفي البطولة الثالثة التي احتضنتها الكويت العام (1974)، أصبح عدد المنتخبات المشاركة (6) بعد دخول منتخب سلطنة عُمان إلى المنافسة فيها، وكعادته فاز بها منتخب الكويت للمرة الثالثة.
العراق نقطة التحول
شهدت البطولة الرابعة التي جرت في قطر العام (1976) نقطة تحوّل كبيرة جداً، عندما تقرّرت دعوة المنتخب العراقي للمشاركة فيها لأول مرة في تاريخه، إذ ارتفع مستوى البطولة بشكل كبير جداً وأصبحت محط اهتمام أنظار أبناء الخليج لاسيما بعد أن قدّم نجوم المنتخبين العراقي والكويتي أجمل المهارات والفنون الكروية، وقد حصل المنتخب العراقي على المركز الثاني في البطولة بعد تعرّضه للخسارة في المباراة الفاصلة أمام المنتخب الكويتي (2 – 4)، الذي احتفظ بلقبه للمرة الرابعة، إذ تعادل المنتخبان بالمباراة الأولى (2 – 2)، وبرغم خسارة اللقب الخليجي، إلا أنَّ المنتخب العراقي بقي خالداً في الذاكرة ليومنا هذا.
علي كاظم الأفضل
إنَّ حصول المهاجم علي كاظم على لقب أفضل لاعب ومهاجم في البطولة، وأيضاً حصوله على المركز الثاني في قائمة الهدافين برصيد (8) أهداف مناصفة مع الكويتي فيصل الدخيل بعد الهداف الكويتي جاسم يعقوب الذي سجّل (9) أهداف، كما أنَّ حصول مدافعنا مجبل فرطوس على لقب أفضل مدافع بالبطولة قد هوّنا بعض الشيء من مرارة تلك الخسارة، ثم احتضن العراق البطولة الخامسة في بغداد العام (1979) وفاز بلقبها، ليُنهي هيمنة منتخب الكويت على بطولاتها، التي استمرت ليومنا هذا.