الحلة: محمد عجيل
اختار متخصّصون في الشأن الكروي المدرب الراحل عمو بابا أفضل مدرب من الذين قادوا المنتخب الوطني في بطولات الخليج العربي التي بدأت انطلاقتها في العام (1970) بدولة الكويت وحتى تاريخ هذا التجمع الإقليمي الكروي، مؤكدين أنَّ الراحل اتسم بشخصية قيادية فريدة وكان بارعاً في توظيف الجوانب البدنية في أساليب اللعب والتكتيك.
توظيف اللياقة في التكتيك
أول المتحدثين إلى «الصباح الرياضي»، كان المدرب حمزة داود الذي يقول: إنَّ «الراحل عمو بابا- رحمه الله- اكتسب خبرة بطولات الخليج خلال المشاركة العراقية الأولى في النسخة الرابعة في العاصمة القطرية الدوحة من العام (1976) ويومها كان مدرباً مساعداً للإسكتلندي داني ماكلنن وقد حصل أسود الرافدين على المركز الثاني بعد خسارته من الأزرق الكويتي بأربعة أهداف مقابل هدفين».
ويضيف أنَّ “الراحل تمكّن من خلال ذلك من قراءة واقع الكرة الخليجية بشكل موسّع وقد تمكن من خطف اللقب الخليجي في الدورة الخامسة في بغداد بعد نجاحه في تجديد صورة المنتخب بأسماء جديدة يقف في مقدمتها حسين سعيد وناظم شاكر وعدنان درجال إضافة إلى أسماء الخبرة التي كان يمثلها فلاح حسن وهادي أحمد ورعد حمودي وعادل خضير».
ويجد أنَّ “الراحل اعتمد على الجوانب البدنية خلال عمله، موظفاً المهارة الفطرية للاعب العراقي خلال اللعب وبالتالي نجح في توظيف تشكيلة مثالية جمعت بين القدرات الفنية المذهلة والقوة الجسمانية وبات في يومها منتخباً قوياً عنيداً يخشاه الجميع”، مشيراً إلى أنَّ تلك “الخصال جعلت عمو بابا من أفضل الشخصيات التي قادت منتخباتنا في بطولات الخليج، إذ توّج بثلاثة ألقاب منها في دورتي مسقط والرياض من العامين (1984 و1988)”.
الانضباط في الوحدات التدريبية
بدوره، يرى مدرب حراس المرمى سهيل صابر أنَّ «الراحل عمو بابا كان يركز على عنصر الانضباط سواء في الوحدات التدريبية أو أثناء المباريات وكان حازماً في الكثير من الجوانب الأخلاقية، مما خلق الانسجام بين اللاعبين وتمكن من خلال ذلك من إيجاد أكثر من تشكيلة كان يستخدم البطولة الخليجية لاكتشاف لاعبين جدد ذوي مواصفات عالية مثل أحمد راضي وعلي حسين شهاب وناطق هاشم وشاكر محمود وحبيب جعفر»، لافتاً إلى أنَّ «المدرب عمو بابا تمكن من بناء أكثر من منتخب وطني وتم توظيفهم بالشكل الأمثل في الدورات الخليجية الماضية لاسيما في النسخة السابعة من العام (1984) التي توّج العراق بلقبها».
الجد والحزم
إلى ذلك، يؤكد لاعب منتخبنا الوطني السابق عادل خضير الذي تدرّب تحت إشراف المدرب عمو بابا في ثلاث بطولات خليجية في الدوحة وبغداد ومسقط أنَّ «الراحل تميز بالجدية حتى عندما عمل مساعداً للاسكتلندي داني ماكلنن وكان آنذاك يخطط لكيفية الفوز في البطولة وقد تحقق حلمه في البطولة الخامسة وتفوق على خيرة مدربي العالم على غرار ايفرستو وكارلوس البرتو وخليل الزياني وغيرهم».