الذكاء الاصطناعي يقدر عمر الدماغ

علوم وتكنلوجيا 2024/12/26
...

 ستوكهولم: وكالات


في دراسة حديثة استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل صور أدمغة أشخاص يبلغون من العمر 70 عامًا، وتقدير أعمارهم البيولوجيَّة وكشف الروابط بين نمط الحياة وعمر الدماغ. وسلطت الدراسة الضوء على أهميَّة الحفاظ على صحة الأوعيَّة الدمويَّة لحماية الدماغ من الخرف. ويسعى الباحثون من خلال هذه الدراسة إلى تحسين أداة ذكاء اصطناعي يمكنها تحديد عمر الدماغ ليتمكنوا من استخدامها في المستقبل للمساعدة في الكشف عن الخرف. وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة (Anna Marseglia) الباحثة في قسم علم الأعصاب في معهد كارولينسكا السويدي: "حتى مع طرح أدوية جديدة لمرض الزهايمر، فإنها لن تكون فعالة مع كل من يعاني الخرف، لذلك نريد دراسة ما يمكن أن يعزز صحة الدماغ ويقلل التعرض للخرف". باستخدام أداة تعمل بالذكاء الاصطناعي، حلل باحثون في معهد كارولينسكا صور أدمغة مجموعة من الأشخاص يتمتعون بوعي إدراكي ولا يعانون الخرف أو اضطرابات عصبيَّة، ويبلغون من العمر 70 عامًا وذلك بهدف تقدير العمر البيولوجي لأدمغتهم. شملت الدراسة 739 شخصًا 389 منهم من الإناث، وقد أجرى الباحثون عمليات مسح بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم، ثم قدّروا عمر الدماغ من الصور الناتجة باستخدام خوارزميَّة خاصة بهم تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقال الباحث الرئيس (Eric Westman) أستاذ طب الأعصاب في قسم علم الأعصاب في معهد كارولينسكا: "الخوارزميَّة دقيقة وقويَّة وسهلة الاستخدام، إنها أداة بحثيَّة ما تزال بحاجة إلى مزيد من التقييم، وهدفنا هو استخدامها في المستقبل، لتشخيص حالات الخرف". بعد أخذ صور للدماغ فُحصت عينات دم لقياس مستويات الدهون والسكر وعوامل الالتهابات. كما أجريت اختبارات معرفيَّة للمشاركين، وجُمعت منهم البيانات المتعلقة بنمط الحياة مثل: ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي، والحالات المرضيَّة التي يعانونها. قدّرت أداة الذكاء الاصطناعي متوسط عمر الدماغ لكلا الجنسين بما يبلغ 71 عامًا. ومن خلال إجراء عمليَّة طرح العمر البيولوجي المقدر للدماغ من أعمار المشاركين الحقيقيَّة، توصل الباحثون إلى ما يُعرف بفجوة عمر الدماغ (BAG) لكل مشترك، وهي علامة على مدى مرونة الدماغ (Brain Resilience). وبعد تحليل الأرقام وجد الباحثون أن مرض السكري والسكتة الدماغيَّة وأمراض الأوعيَّة الدمويَّة الصغيرة والالتهابات مرتبطة بأدمغة تبدو أكبر سنًا (فجوة عمر الدماغ كبيرة)، وأما نمط الحياة الصحي الذي يتضمن ممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام فقد ارتبط بأدمغة تبدو أصغر سنًا (فجوة عمر الدماغ صغيرة). وتقول (Anna Marseglia): "إن أحد الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة هو أن العوامل التي تؤثر سلبًا في الأوعيَّة الدمويَّة يمكن أن تكون مرتبطة أيضًا بأدمغة تبدو أكبر سنًا، مما يوضح مدى أهميَّة الحفاظ على صحة الأوعيَّة الدمويَّة لحمايَّة الدماغ".