الخروج عن النص

الرياضة 2024/12/26
...



علي حنون


عندما نخوض في موضوع (المُناكفات) الصحفيّة سواء تلك التي تجري بين أبناء السلطة الرابعة أنفسهم على عديد الخلفيات بينها المهنية وبينها الشخصية أو الأخرى، التي يتواجد في ساحتها زميل وإداري في منظومة اتحاد كرة القدم، نقول عندما نأتي على هذا الموضوع نشعر بالألم لأنه ملف يضم صفحات تتعلق بأصدقاء وزملاء لا يُمكن أن نذكرهم في سلبية، لأنَّ هذا ديدن من يتعامل بمهنية مع الآخرين، وكم تمنينا أن تمر هذه النسخة من بطولة الخليج دون مُنغصات تقع في جانبنا وتُسوّق على أنها مشكلة خلقها الإعلام الرياضي، وهذه الموضوعة بالتأكيد سَتُلقي بظلالها العتمة على سمعة ومكانة الجميع لأنَّ ارتدادات أي فاصلة سلبية لن تقف عند حدود مُعينة، بل تذهب إلى مديات أبعد وتنال من جميع الذين لهم صلة بالمهنة.

وبلا ريب، فإنَّ الذي وقع أخيراً وصار حكاية تناقلتها ألسن الأصدقاء وغلفها التهكم حمل الإساءة للوطن وليس لأبطالها فقط، وهذه موضوعة تتكرر عند كل مشاركة، فهل يُعقل أن تكون كل استحقاقاتنا، ولاسيما في كرة القدم ممزوجة بمشكلة سببها إما إعلامي أو عضو اتحاد؟! نحن، مع الأسف، ليست لدينا سياقات مهنية نتعامل وفقها، ويقيناً أنَّ كثرة الأشخاص، الذين يُرافقون منتخبنا في مشاركاته الخارجية، لها دورها المؤثر في ولادة إشكالات كهذه تحضرها رؤية تغليب المصالح الشخصية، وبالنتيجة منتخبنا الوطني هو من يدفع ثمن تلك التناحرات، التي ترتكز في انطلاقها على تقاطع في محطة معينة من محطات المصالح الفردية.

كنا وما زلنا ننتظر تدخلاً رسمياً لرسم فلسفة تعاون مسؤولة بين جميع الأطراف طالما أنَّ مبالغ الإيفاد تُدفع من الخزينة العامة، ومن لا يعجبه عليه الابتعاد لأننا نرى أنَّ تدخل الحكومة بات مُلحاً، خاصة بعد خروج البعض ممن يُمثلون الوطن عن نص المصلحة الوطنية، ذلك أنَّ الحكومة، التي تقود مُؤسسات الدولة لا يتحدد دورها بتوفير الدعم المالي للاتحاد وغدق المال العام من أجل إيفاد العشرات تحت مُسميات مُختلفة، وإنما تقع على عاتقها أيضاً، حماية المنتخب وسمعة البلد.