أمنيات الأطفال.. خيال واسع وآمال معلقة على شجرة الميلاد

اسرة ومجتمع 2024/12/29
...

 بغداد : غيداء البياتي      تصوير: نهاد العزاوي 

تختلف أمنيات الأطفال من شخص لآخر، لكن جميعها تعكس تطلعاتهم لمستقبل مشرق. بعضها قد يكون بسيطاً، مثل حلم طفل بأن يصبح طبيبا أو مهندسا، بينما قد يكون آخرون يطمحون لتغيير العالم من خلال التكنولوجيا أو العلم. ولكن جميعهم، دون استثناء، يتشاركون في نفس الرغبة، وهي أن يحيوا في عالم أفضل، حيث السلام والفرح، وتتوفر لهم الفرص لتحقيق طموحاتهم،

وإذا كانت أمنياتهم تتعدى الحدود الظاهرة وتلامس آفاقاً أوسع، فإن ما يبقى في قلب هؤلاء الأطفال هو اليقين بأنه مهما كانت التحديات، هناك دائمًا فسحة من الأمل.

منار محمد تلميذة في المرحلة الابتدائية الخامسة تمنت ان تهتم مدرستها بتعليمها أكثر من اهتمامها بالزي الرسمي فهي تقول:” معلمتي تحاسبني على ارتداء الزي الخاص بالمدرسة والذي يحمل عنوانها بينما الاجدر بها متابعة واجباتي وحفظي للدروس، اتمنى ان تحبني كتبي كما احب ان افهمها 

وللصغيرة ضي عماد “4” اعوام أماني خاصة أولها ان يحفظ الله والديها وان يأتي بابا نوئيل خلال ليلة رأس السنة لمنزلهم حاملا الهدايا والالعاب، لانها على ما تقول والدتها مؤدبة ومطيعة وتحب مساعدتي في المنزل وهذا ما يجعل السانت كلوز يحبها بحسب افكارها البريئة.

بينما كان الطفل مثنى احمد يمرح مع بالون رجل الثلج الضخم في احدى المولات التجارية وهو يرتدي نظارة طبية أعرب لصفحة “اسرة ومجتمع” عن امنيته للعام القادم بأن يعلن طبيب العيون شفاء عينيه وان لا حاجة لارتدائه العوينات بعد الأن. 


 مساحات للترفيه

وهناك مجموعة من الاطفال عبروا عن امنياتهم التي اجتمعت على رغبتهم في العيش بسلام وانتهاء الحروب في كل بقاع العالم، كما انهم وجهوا رسائل لكل من يهمه أمرهم لتحسين رفاهيتهم من خلال فتح أماكن مخصصة للعب والاستمتاع برفقة عوائلهم

فالطفلة أيلين محمد قالت وهي تحمل حقيبتها المدرسية مبتسمة:” اتمنى ان يأتي بابا نوئيل ليلة الميلاد حاملا لي قطارا كبيرا اسافر به مع اهلي الى مدينة الالعاب التي اشاهدها في الهاتف النقال. والدتها أكدت ان ابنتها تحلم بأن تزور “والت ديزني” هذه المدينة التي تمتع الصغار وتنشط خيالهم الواسع، واشارت الى ان صغيرتها تسألها دائما عن سبب عدم وجود مثل تلك المدينة في العراق، فكنت انصحها بطرح أمنيتها تلك خلال المهرجانات المدرسية التي تحضرها شخصيات مهمة عسى ان تصل الى المسؤولين فيحققون لها ولكل الصغار من جيلها مدينة

 للترفيه.

ولا تخلو امنيات البراعم من الطرافة والغرابة، فهذا رامي زاهر الذي يطمح ان يكون مهندسا قال:” اتمنى ان يتزوج بابا من والدتي مرة اخرى كي اتمكن من ان احضرعرسهما لانني لم اكن موجودا معهم خلال حفل الزفاف.

اما الطفل مصطفى مثنى فتمنى ان تكون لديه “فيلا” على نهر دجلة بشرط ان تتحقق امنيته خلال العام 2025 بينما زميله في المدرسة يزن بارق الذي يريد ان يصبح طبيبا قال: “اتمنى ان تظهر الديناصورات مجددا في الارض واتمكن من الصعود على ظهرها المنحني، واتلمس جلدها الخشن.


العاب الكترونية 

وبينما ينهمك الطفلان يزن ايهاب ورامي مصطفى بالالعاب الالكترونية داخل قاعة احدى المولات، تمنيا لو ان والديهما يهديهما اقراصا لالعاب الكترونية جديدة كما تمنيا ان تبقى صداقتهما طول العمر.

في حين ان احمد زنكنه الذي لا يرغب بالالعاب الالكترونية ويفضل اللعب الجماعي وكرة القدم تمنى ان يحضر الى العراق اعضاء فريق الريال لكرة القدم وان يلتقط الصور التذكارية معهم.

ولاطفال الاخوة المسيح امنيات سادها هاجس العيش بسلام وامان مع زملائهم واولاد جيرانهم المسلمين فهذه الطفلة ريتال الوكيل تمنت ان يعود شقيقها وزوجته واولادهما من كندا ويعيشون معا تحت سقف واحد في بلدهم العراق، كما تمنت ان تجتمع عائلتها في ليلة الميلاد المجيد حول شجرة الكرسمس 

الخضراء.


ترجمة الامنيات 

ولم تتغاضى صفحة “اسرة ومجتمع” عن امنيات البراعم الصغيرة ذات العامين او الثلاثة اعوام وبما ان لغتهم غير مفهومة فأن والديهما ترجما ما كانت تلك الاماني فرزكار المختار والد الطفلة رونزا التي كانت تتأمل في شجرة الميلاد قال: “انها تتمنى ان تحصل على هدية للعبة بابا نوئيل بزلاجته الجليدية التي تجرها الغزلان حاملا الهدايا للاطفال مع قرع الاجراس”.

فيما بينت والدة الصغيرة ريا احمد قائلة: “ابنتي طلبت ان اشتري لها زيا عسكريا لانها تتمنى ان تكون في شرطة الاطفال لتحمي الصغار من “الحرامية” على ما تقول، وان الاطفال دائما يتأثرون بالاخبار المحيطة بهم وبأجواء المنزل لذلك احاول ان ابعد صغاري عن اخبار الحروب التي نشاهدها عبر القنوات الفضائية او الاجهزة الذكية لاضمن سلامة نفسيتهم، دون ان اجعلهم ينقطعون عن ما يحدث في العالم الخارجي.


ابتهاج وضحكات

اما الاطفال دون سن العام أو العامين من عمرهم فلهم نصيب جميل وممتع في مظاهر الاحتفال والترتيبات التي يجهزها الاهل، لاسيما الأم التي ارادت ان يشارك ابنها الصغير في ديكورات البيت اعتزازا منها بالعام الجديد، فأستقبلته بصور رائعة لطفلها “حر” ذو الشهرين من العمر، اذ البسته الزي الخاص ببابا نوئيل، واجلسته على الاريكة المقابلة لشجرة الميلاد لترتسم ضحكة غاية في الروعة على وجهه الغض ابتهاجاً بالالوان والاضاءة، وهذا يدل على ان مديات الفرح تعم الاسر العراقية كافة حتى وان كانوا صغاراً فهم يمنحون المكان القاً وجمالا، وكل اسرة عراقية لابد ان تستثمر هذا اليوم لتعزز السرور وتمنح المكان رونقا في صورة تعكس ما في النفوس من طاقة ايجابية تسر الناظرين وتهلل لكل ما يعيد الفرحة للبيت العراقي وترسم للصغار لوحة مضيئة عنوانها الأمل واطارها الحياة.