سعاد البياتي
كثير من الأمنيات والذكريات تطفو في هذه الأيام على سطح الوداع، وفي نافذة العام الجديد، فهناك بوح لكل ما مر بنا خلال اثني عشر شهراً، مكاشفة مع النفس ومع الحياة التي ملئت خلال هذه الأشهر بالعديد من الأحداث والمناسبات المفرحة والمحزنة، وربما داهمتنا مواقف وارهاصات تخطيناها وكانت محطة للتجربة، والتجارب عادة ما تكون جميلة ومفعمة بالدروس والفائدة، لذا لم يكن العام الماضي ملهماً، إلا وفيه قد سلكت دروبنا عثرات وهزات حياتية أعادت إلينا بعض الشأن والمعرفة بمن حولنا، وأيضاً زرعت في نفوسنا مساحات كبيرة من الأمل والعمل الذي لا يمكن التخلي عنه، فالكتابة في صحيفتنا الجميلة هي جزء من حياتنا ومحبتنا لها، والتفاني لأجلها جزء من أيامنا ورضانا.
فبين عام مضى وعام جديد، يشرق في قلوبنا ضياء حياة جديدة مؤمنة بالله وبالقدر وبكل ما هو آت ليجعلنا في قمة الأمل، وذلك حينما نتسامح ونجعل من أنفسنا نقية وزاهية وذات معنى وقيمة لوجودنا، التي لا بد من أن تتزين بالعقلانية والمحبة والتفاؤل، محاولين التخلص من أي شيء لا يستحق التفكير والمجازفة، فكل عام منتهٍ ومقبل هو جزء من حياتنا وأعمارنا التي تمر بسرعة، لنجعل علاقتنا بالله أكبر ونتوكل عليه وندعوه ليمدنا براحة البال والأمان لوطننا وشعبنا، فليس هناك أثمن من الطمأنينة والراحة النفسية التي نحتاجها في كل وقت وزمان.
نستقبل عامنا الجديد بالأمنيات التي تكون حاضرة في وجداننا لكل الأهل والأحبة والأصدقاء الذين شاركونا رحلتنا بالحياة والعمل، أزعم أن الدعاء هو الشيء الواجب علينا، فالكثير من الدعاء لاستقبال السنة الجديدة لنفسك ولمن حولك، في بداية كل سنة جديدة من الجميل أن نبدأها بدعاء الله تعالى بالتوفيق وسنة خالية من الزلات والمعاصي .
الآن وقد طوينا صفحات عديدة من أيامنا هي ثمرة عام من عمرنا فيه ما فيه من الأفراح والمسرات وربما الأحزان، بيد أن في النهاية قد مرت بسلام، وها نحن نستقبل عامنا الجديد بكل حب وبركة وتضرع إلى الله جل وعلا أن يمنحنا المزيد من العطاء والعمر والعافية. لنؤدي ما علينا من واجبات أسرية أو عملية وبالمستوى الذي يرضاه ويرضينا، ونتخلص من أي هفوة أو منغصة رافقتنا سابقاً ونستقبل عامنا بالبسمة والمسرة، لعل الباري يكتب لنا فيه كل الخير والجمال في الحياة، أجمل ما في الأيام أننا نمضي بهدف في الحياة، فهذا يجعل السنين لها طعم أحلى.