الحيوانات الأليفة.. رفقة تبعث الحيوية في المنازل

اسرة ومجتمع 2025/01/12
...

  بغداد : غيداء البياتي  

  تصوير : كرم الاعسم


بعيدا عن ضجيج الحياة وروتينها الممل المتمثل في العمل وتدبير شؤون المنزل تقضي منال الخالدي»26» عاماً وقتاً ممتعاً مع قطتها الشقراء «لوسي» فهي تؤكد أن الأخيرة تمنحها طاقة إيجابية وتشعرها بالسعادة والحنان على ما تقول وتضيف:{إن تربية الحيوانات الأليفة في المنزل خاصة القطط والطيور تعطي نوعاً من البهجة لكل أفراد الأسرة لاسيما الأطفال من خلال قضاء وقت ممتع باللعب معهم سواء من القطط او الزقزقة من العصافير، فأبني الوحيد علاوي الذي كان يشغل نفسه بالألعاب الإلكترونية في الموبايل أصبح يقضي وقتاً ممتعاً باللعب مع القطة، وينشغل أيضا بتعليم طائر الببغاء «البيبي متو» بعض الكلمات مثل الحمد لله والسلام عليكم وغيرها».

الخالدي أشارت إلى أنها وجدت ضالتها في تبني ورعاية القطة لوسي فهي تقول:» إنها أعطت لحياتي لوناً آخر مزدهر فأنا أكلمها وهي تبادلني الحديث احيانا بنظراتها و»موموتها» وحركات يديها، كما استمتع بأطعامها وأشعر بأنها تدعو لي بالخير، اما الطيور فهي تمتعني بأصواتها صباحا، مبينة أن تلك الحيوانات سر سعادة أفراد اسرتها فالصغير قبل الكبير يعتني بهم». 


وفاء الحيوانات الأليفة

اما الحاجة ام سارة «55» عاما فقالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً وهي تتحسر» أشعر بإحسان وعطف كبير وأنا اعتني بالحيوانات وأطعمهم ولأن الإنسان أصبح في الوقت الحاضر «يخازي ولا يجازي» على ما يقول المثل الشعبي فقد اقتنيت قطة صغيره منذ العام الماضي والآن هي بالنسبة لي أعز من أولادي كونها الوحيدة التي تتفقدني وتأتي إلى أحضاني مسرعة حين أغادر البيت وأعود، وتضيف مسترسلة حديثها؛ لا أخفي سرا فأنا الآن أفكر بتربية كلاب الزينة لأن من صفاتها الوفاء لصاحبها».

وغير منال وام سارة الكثير من الناس ومن كافة ألفئات العمرية ومن كلا الجنسين من يرى في تربية الحيوانات الأليفة وسيلة للهو ولاضفاء نوع من البهجة للمنزل فالبعض اختار الطيور والأسماك وغيرهم من حب تربية كلاب الزينة والقطط، وبقدر الهواة والمحبين لتربية تلك الحيوانات هناك من يرفض وجودها في المنزل بشكل قطعي فكان منهم المنتسب في إعلام الداخلية تيسير آل منهل الذي اكتفى بتربية أولاده فهو يقول مبتسما :» لدي من الابناء من هو أشبه بالقطة وحركاتها وايضا من هم أشبه بالطيور، فلا داعي لتبني اي حيوان آخر فضلا عن أنها قد تجلب لعائلتي بعض الأمراض، وانها تحتاج إلى رعاية مستمرة فلا انا ولا زوجتي لدينا الوقت الكافي».


عيادة البيطرة

الطبيب البيطري د. اشرف البياتي تحدث لـ{أسرة ومجتمع» عن أسعارالطبابة البيطرية للحيوانات فقال:» الكشف يتم بسعر خمسة آلاف اما فحص الأمراض ألفايروسية من خلال الدم فبسعر 15 ألف ووظائف الكلى 35 ألف اما العمليات فحسب الحالة أعلى أجر هو 150 ألف، والسونار 10 الاف».

 اما أكثر المراجعين لعيادته فيقول البياتي»: النساء هن أكثر مراجعات العيادة البيطرية خاصة من هن بعمر المراهقة والأكثر منهن من وصلت سن اليأس دون الاقتران برجل واغلبهن يربين القطط والكلاب، وهناك موقف من احداهن لا ينسى وهو أنها دخلت العيادة وهي ترتجف وتقول ارجوك دكتور ابني في السيارة وسيموت ركضت معها واذا به قط كبير بأنفاسه الأخيرة ولم يتم انقاذه للاسف فأنهارت بالبكاء ووصلت حد الاغماء». 

احمد المختار صاحب محل لبيع الحيوانات قال:» هنالك اقبال كبير على اقتناء الحيوانات من قبل النساء وأكثر الحيوانات اقبالا القطط بعدها أسماك الزينة ومن ثم الطيور وآخرها كلاب الزينة وذلك لرخص أسعارها فأغلى انواع القطط لا يتجاوز 50 ألف دينار والكلاب كذلك لانها متوفرة وبتكاثر مستمر، وهناك من يقتني الببغاوات الناطقة خاصة الصغيرة فأسعارها تكون كالاتي طائر الباديجي «الحب» يتراوح سعره من 20 إلى 100 ألف دينار، اما طائر الدرة فمن 100 إلى 300 ألف دينار وأن هاتين الفصيلتين تكون مرغوبة للأسر بسبب رخص أسعارها والأنواع الاخرى من الطيور فالاقبال عليها أقل بسبب غلائها مثل الكاسكو والامزون التي تبدأ اسعارها من 700 ألف فما 

فوق».  


الرأي النفسي 

مدربة التنمية البشرية وعلم النفس د. سهى مولود أوضحت : {ان موضوع 

تربية الحيوانات جاء من الدول الاوروبية عن طريق المشاهير ومتابعيهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي 

فأصرار الشخص على المتابعة المستمرة لهذا المشهور وهو يربي كلباً او قطة 

وغيرها تتولد لديه رغبة بتربية الحيوان داخل المنزل وذلك من خلال الصورة التي تتكرر في العقل الباطن والتي بعدها سيطالب هذا العقل بتواجدها 

في 

حياته، ولا علاقة لوجود الطاقة الايجابية في المنزل بتواجد الحيوانات لكن لا ننكر أنها تبعث نوعا من شعور أفراد الأسرة بالحياة لان اي شيء حي وحركي في المنزل يضفي بنوع من البهجة، وإن هناك دراسة تشير إلى ان تربية الحيوانات الاليفة تعزز مشاعر الاسترخاء وتخفف التوتر، كما أنها قد تخفف من أعراض الاكتئاب وتحسن حالة الانسان المزاجية».