تتزاحم صفحات التواصل الاجتماعي بالكم الهائل من الإعلانات عن المنتوجات الغذائية وطرق التنحيف، وكذلك نطالع التقارير المخيفة عن تفشي المشكلات الصحية، وقصور الجهاز المناعي.
يعد الغذاء هو السبب الرئيس في أغلب الحالات الصحية التي تواجهها المجتمعات في عصرنا الحديث، فالأطعمة والأغذية الموجودة حالياً في الأسواق والتي نأكلها بشكل يومي هي مواد مسببة لكثير من الأمراض، أي كل ما هو مغلف سواء بمواد ورقية أو بلاستيكية أو علب معدنية، فكل هذه المواد تحتاج إلى مادة حافظة لحمايتها من التلف ومصدر المواد الحافظة ينقسم لقسمين بلحاظ أنها أجنبية الصنع حصراً.
وهنا يبرز سؤال كيف نحمي أنفسنا وأسرنا من مخاطر هذه السموم المنتشرة حولنا في كل مكان، لا سيما تناول الأطفال لهذه المنتجات بكثرة؟
لا يوجد معيار ثابت يمكننا من خلاله فرز المنتجات المضرة عن الأقل ضرراً، لكن علينا أن نأكل مما تنبت الأرض والثمار، فكل شيء طازج يكون خالياً من أي إضافات مع وجود تأثير بعض الأسمدة الكيميائية في الخضار والفواكه المستوردة لكنها تبقى الأفضل لو تمت مقارنتها بالمواد المعلبة والمغلفة، كما ندرك جميعنا أن اعتماد نظام غذائي مختلف عن المعتاد ليس بالأمر السهل لكنه ليس مستحيلاً، ففي حقيقة الأمر يمكن أن نجد للأطفال بدائل كثيرة ومنوعة وغنية بالفيتامينات ولا تحتوي على مواد ضارة، وفي الوقت ذاته تكون مقبولة لذوق الطفل، لو تم تقديمها بشكل محبب، كالفواكه الطازجة والمكسرات والذرة (الشامية) والفواكه المجففة وبعض الحلويات التي تعتمد على العسل أو الدبس في تحليتها أو حتى السكر الأبيض لكن بكميات معتدلة وتكون مصنوعة في البيت لتفادي مخاطر الأصباغ الغذائية والمثخنات التي من شأنها تقليل كفاءة الجهاز المناعي، ما يجعلهم فريسة سهلة لمختلف الأمراض.
د. معمر زكي الحسيني