تنمية مهارات الأطفال.. عمليَّة فكريَّة هادفة

اسرة ومجتمع 2025/02/09
...

 بغداد: الصباح


تنمية مهارات الأطفال من العمليات ذات الأهمية البالغة، وتهدف إلى تطوير قدراتهم الفكرية والجسدية، والاجتماعية والانفعالية، وتعد هذه العملية أساسية لتحقيق التطور الكامل للأطفال، وتحضيرهم للمستقبل، إلا أننا نلاحظ في السنوات الأخيرة انخفاض الاهتمام بتنمية تلك المهارات، لأسباب عدة كالضغط الاقتصادي، الذي يؤدي إلى قلة الاهتمام بتنمية مهارات الأطفال، إذ يركز الآباء على توفير الاحتياجات الأساسية للطفل، بدلاً من تنمية مهاراته.


مقترحات  

ترى سلوى محمد (أم لثلاثة أبناء)، أنه من الضروري تنمية مهارات الأطفال، إذ يسهم ذلك في تحسين قدراتهم الفكرية والذكاء، ما يساعدهم على فهم المعلومات بسهولة أكبر.

ولفت أحمد وسام (أب لطفلين)، إلى أن هذه العملية تسهم في تحسين المهارات الانفعالية، مثل التحكم في الانفعالات والتعامل مع الضغوط، وتحسين الثقة بالنفس، والشعور بالقدرة على الإنجاز، وجعل القدرة على التعلم والاستيعاب بشكل كبير ومرن.

وأقترح أن تقوم المدرسة بتوفر فرص الابتكار للأطفال، حيث يمكنهم تطوير مهاراتهم الإبداعية، وتصميم أنشطة وبرامج تتناسب مع احتياجاتهم واهتماماتهم، كذلك المدرسة توفر فرصاً للتفاعل بين الأطفال، إذ يمكنهم تعلم مهارات التواصل والتعاون، وتحسين جودة التعليم، وخبرة المعلمين، وبيئة المدرسة لنجاح تلك العملية، وتنمية المهارات الفكرية للأطفال، مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي.


دور مهم 

الأسرة لها دور أساسي في بناء مهارات الأطفال ومواهبهم، كونها القدوة لهذا الطفل، فيكتسب المهارات من خلال ممارسة أفراد الأسرة لهواياتهم الشخصية والفنية، فتكون بمثابة الخطوة الأولى لبناء الثقة بالنفس، لأن والديه لديهم تلك المهارة، بحسب د.صفا الجنابي، الباحثة في الشأن النفسي، وأكدت في حديثها لـ«الصباح»: «يجب على الأم والأب أن تكون لديهم القدرة على خلق بيئة آمنة من خلال تعزيز الثقة، وعدم الاستهزاء بخيال أطفالهم، لأنها الخطوة الأولى نحو بداية جديدة، كون الخيال هو بداية لفهم شخصية وهوايات هذا الطفل». وأضافت «لو افترضنا أنه يلعب دور طبيب، أو مهندس، أو لديه هواية تجميع السيارات والرسم، هنا تبدأ أولى مراحل التشجيع».  وشددت الجنابي على ضرورة الابتعاد عن النقد ولوم الطفل وتأنيبه على أخطائه، لأنه سيصنع طفلاً خاضعاً لآراء المجتمع، ولا يعرف ماذا يريد، ومن دون مستقبل واضح، وفي مكان لا يحبه، فيشعر بالخيبة دون فهم سبب هذا الشعور، لذلك نستطيع أن نكسبه الخبرة مبكراً في الحياة من خلال رؤية نجاح والديه، وإبداعهما وتشجيعهما له.