د. هوشيار مظفر علي
العراق، يواجه اليوم تحديات كبرى تكاد أن تتحول لأزمات وصراعات، وهذه التحديات ليست وليدة اللحظة، بل تراكمات لعقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والفكرية، إضافة إلى تأثيرات ارث ما قبل 2003 ومؤثرات إقليمية ودولية تلقي بظلالها على الداخل العراقي. ومع ذلك، فإن بناء وحدة وطنية عراقية متماسكة ليس مستحيلاً، بل يتطلب إرادة سياسية حقيقية، وعملًا سياسيا ومجتمعيًا مشتركًا، ورؤية واضحة لمستقبل يستوعب الجميع وعندما نبول الجميع نعني الجميع.
وتستوجب الوحدة الوطنية استغلال ما بعد النصر على الارهاب وفي السنة الماضية قال السيد رئيس الوزراء في مؤتمر ميونخ للأمن:"يمر اليوم بحالة من التعافي على مختلف المستويات، بعد تجاوز مرحلة الحرب على تنظيم الدولة، التي انتصر فيها الشعب العراقي بدعم ومساندة المجتمع الدولي".
اما اليوم فسيؤكد السيد نيجيرفان البارزاني رئيس اقليم كردستان، في مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن بهذه المشاركة أن الحوار والحوار والحوار هو أسس انتصار العراق كل العراق على الاختلاف بعد أن انتصر على الارهاب من قبل.
وهذان النموذجان يثبتان أن رغم التحديات، يبقى العراق بقياداته قادرًا على بناء مستقبل مستقر ومزدهر وسط الإرادة الصادقة لإصلاح حقيقي وشامل. فالوحدة الوطنية لا تُبنى بالشعارات، بل بالممارسات الفعلية، التي تعزز الثقة بين الدولة والمواطن.
إن الوحدة الوطنية وبناءها ليست مهمة سهلة، لكنها أمر ضروري إذا أراد العراقيون تجاوز أزماتهم المتكررة. هذه الوحدة اليوم وفي ذهابنا لانتخابات نهاية العام، يجب أن تمتلك الإرادة الحقيقية للتوحد، وتبتعد عن الاوهام بواقعية وطنية عراقية لأجل بناء الدولة. والعراق بحاجة إلى التفكير بعقل الوحدة، والوحدة الوطنية فحسب، وأن توضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار.
وعندما يشعر كل عراقي أنه جزء من هذا الوطن، وله حقوق متساوية مع غيره، وعندما تتحقق العدالة والكرامة للجميع، سيكون العراق أكثر وحدة وتوحدا واتحادا في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية.
الوحدة الوطنية هي انتصار في الحرب والسلام على حد سواء في ذلك.