بغداد: قاسم موزان
في خطوة فنية مميزة، نجح الفنان الشاب سيف النقاش في تحويل جذع شجرة "ميتة" عمرها 150 عامًا إلى منحوتة فنية تحمل في تفاصيلها تاريخ بغداد وجمالياتها. كانت البداية في أثناء فترة تطوير شارع المتنبي، حيث جرت أعمال صيانة وتأهيل له. في حدائق القشلة، كان هناك جذع شجرة كالبتوز قد أصابه التآكل نتيجة لعوامل الزمن، لكن نظرة فاحصة من رئيس المتحف الثقافي المتجول ألهمت فكرة تحويله إلى عمل فني.
بعد عملية تنظيف وتشييد دقيقة للجذع، بدأ النقاش بنحت تفاصيل دقيقة على سطحه. كانت النتيجة منحوتة مبتكرة تعكس الضوء والظل بطريقة مثيرة. في الجزء العلوي من الجذع، نحت النقاش برج القشلة، الذي شيده الوالي العثماني مدحت باشا عام 1869، مع لمسة من التاريخ الحديث تتمثل في الساعة، التي أُهديت من قبل ملك بريطانيا العظمى جورج الخامس في زمن الملك فيصل الأول. ومن الجهة الأخرى للمنحوتة، أضاف النقاش أبياتًا شعرية من قصائد المتنبي، ما منح العمل بعدًا ثقافيًا وجماليًا يدمج التاريخ بالأسطورة.
وفي حديثه عن عملية النحت، قال النقاش لـ"الصباح": إن النحت على الخشب الصلب يتطلب مهارة وصبرًا بالغين، حيث يتوجب على النحات أن يتحكم في أدواته باتقان ليصنع عملاً يعكس الإبداع والروح الجمالية. وأضاف أن هذه الأعمال الفنية تمثل دعوة لإعادة النظر في الأشياء المتروكة، التي قد يعتقد البعض أنه لا جدوى منها، ويُظهر كيف يمكن للفن أن يبعث فيها الحياة.