التعليم والعمل يمنحان المرأة القوة والوعي

اسرة ومجتمع 2025/02/16
...

  بغداد: غيداء البياتي 


استطاعت ضحى العبادي «34» عاما ان تنهض بذاتها وتنقذ زوجها وأولادها من واقع مرير عاشته في الغربة لأربعة أعوام، وذلك بفضل القوة الاجتماعية والدعم الاسري الذي حصلت عليه من أسرتها ومساندة زوجها لها كما تقول وتضيف:» كان قرار الهجرة إلى السويد قاسيا، لكن لا بد منه خلال ايام الحرب في السنين الماضية، إلا أننا وبفضل الأهل استطعنا العودة إلى الوطن والنهوض من جديد، فقد واجهت مسؤوليات كبيرة اهمها رعاية الأولاد وتلبية رغباتهم، ومن ثم ادارة المنزل فلم يكن زوجي قادرا على تحمل المسؤولية لوحده، وبفضل الله استطعت الحصول على وظيفة ادارية في وزارة الكهرباء بصفة عقد بشهادة الدبلوم، وبمساندة زوجي تمكنت من اكمال دراستي والحصول على البكالوريوس ومن ثم الماجستير، وبالعمل والدراسة اصبح لدي حرية اكبر في اتخاذ القرارات الصح لكل افراد الأسرة.

العبادي نوهت إلى أن زوجها بات يعتمد عليها في كل ما يخص العائلة وادارة المنزل مؤكدة:» أن الشهادة والعمل يوفران للمرأة سلاحا قويا تواجه به مطبات الحياة المختلفة، خاصة في الاوقات الصعبة مع مراعاة دور الأب والأقارب وجعلهم دعامة لتقوية أواصر الأسرة الواحدة.


حياةٌ مستقرة

اما ميسون محمد «51» عاما فقد ساهمت الشهادة الجامعية التي حصلت عليها في بناء حياة اكثر استقرارا، مستندة على تعليمها وخبراتها في دفع عجلة حياة افراد اسرتها الدراسية والاجتماعية إلى الأمام ما مكنها من أن تكون الداعم الأول والأساسي لنفسها ولأسرتها في تحقيق طموحاتهم الشخصية هذا ما قالته لصفحة «اسرة ومجتمع» عند سؤالنا عن اهمية الشهادة والعمل للمرأة مؤكدة :» أن المرأة يجب أن تحصل على الاحترام والحماية من قبل العائلة، سواء من الأب أو الأخوة أو الزوج، لا سيما في المواقف الصعبة، فلا يوجد نجاح دون سند أسري وذلك وفقا لتجربة عشتها بعد أن فقدت الزوج خلال الحرب مع «داعش» الارهابية، فالسند الحقيقي لا يقتصر على الأموال والوظيفة والمنصب بل على الدعم الأسري.

محمد أدركت قيمة كل من الأب والأخ في حياتها فهي تقول :» إن الأهل مصدر 

العزوة والقوة للمرأة فلهم الفضل الكبير بعد الله في تجاوز العديد من المحن والعقبات، التي مررت بها مع أولادي الثلاثة، وبدعمهم لي تمكنت من أن أعمل في إحدى الشركات الأهلية بتصميم الديكورات الداخلية، ونجحت في انشاء شركة صغيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والترويج بعدة صفحات وعملت بجد ومثابرة، وكي احتفظ بأولادي وأرعاهم، لا بد أن أقاتل بما أملك من أدوات وامكانيات.

ميسون لم تكتف بما وفره العمل لها من استقرار مادي بل ظلت بحاجة لدعم اهلها ومحبتهم، فكانت ولا تزال تعمل وترعى الأولاد وتدرسهم وتتابع حياة اسرتها فهي اصبحت أمرأة قادرة على ان توفق بين العمل ورعاية العائلة 


سندٌ أسري 

مدربة التنمية البشرية اسراء الناصري أوضحت بالقول :» على المرأة أولا أن تتعلم كيف تكون سندا لنفسها ومن ثم لمن حولها سواء للزوج أو الاولاد أو الاهل، كما عليها أن تعرف أن عملها أو وظيفتها ليس مجرد وسيلة تكسب من خلالها المال للعيش، بل تجعل العمل مصدر نجاح لحياتها الزوجية وعكازا تتوكأ عليه لمواجهة تقلبات الايام جنبا إلى جنب مع الزوج، وأن تجعل مصدر رزقها ووظيفتها أداة تعزز بها استقرار حياتها الزوجية وتخدم بها أفراد أسرتها، مؤكدة؛ على الدعم والسند الأسري سواء من الزوج أو الأهل لأن المرأة، مهما كانت قوية فهي ضعيفة خلقت من ضعيف، وحتما أن الشهادة والعمل هما سندان قويان لها، فبالدراسة والشهادة يمكن أن تحقق فيهما النجاح لنفسها ولأسرتها بمساعدتهم على مواصلة التعليم، كما تسهمان في جعلها قادرة على اتخاذ قراراتها وتدعمان 

ثقتها بنفسها، اما العمل فتتمكن من خلاله من تعزيز استقلالها المالي، ويمكن ان تحقق دخلا مستقلا تلبي به احتياجاتها، دون الاعتماد على الزوج، ما يتيح لها حرية أكبر في اتخاذ قراراتها الخاصة.