المحتوى الهادف

اسرة ومجتمع 2025/02/16
...

سعاد البياتي 

في كثير من الاحيان تخلق الظروف الاجتماعية وقساوة الاوضاع، وضيق العيش، تجارب إنسانية وعملية غاية في البساطة والأمل، ذلك حينما نرى العديد من النساء خلقن لأنفسهن وأسرهن مصدراً مادياً لابأس به، بدلاً من مد أيديهن إلى التسول أو إلى الآخرين وما يترتب على ذلك من شعور بائس يؤثر في نفسيتهن وأدوارهن داخل البيت، فأهمية ترتيب وضع الاسرة ومصادر دخلها انسانيا ومعنويا  يكسب بذلك طاقة ايجابية في بعض الاحيان، حينما يمتلك الشخص فكرا وإبداعا أو هواية ما،  ليخلق له اجواء ممكنة للحياة بطريقة هادئة ومريحة، فضلا عما تدر عليه من كسب مادي مشروع، تعيد له الطمأنينة والعيش الكريم.

ففي أوقات متكررة تصادفني نساء مكافحات صنعن لأنفسهن مشاريع بيتية، دون أن تغادر مملكتها وأطفالها، فكانت ملهمة وصانعة أطباق مرغوبة في المجتمع، كصناعة المعجنات أو الحلوى أو الطعام الشعبي المحبب، تتواصل مع زبائنها عن طريق جيرانها أو المقربين منها، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حينما استحدثت لها صفحة خاصة وراقية بعروض منتجاتها وأسعارها ووسيلة التوصيل الموثوق بها، فتم تحويل بيوتهن إلى مطابخ، تمكن من تسويق المأكولات التي يصنعنها وبيعها، ما وفر لهن مصدر رزق.

وهذا بحد ذاته يعد عملاً شريفاً ونقياً دون أن تغادر منزلها، لتكسب بذلك سمعة جلية وراقية في محتواها الهادف والكسب المشروع من أيدٍ عراقية، سعت لتكون غاية في التعامل الأمثل مع الحياة والظروف الصعبة، التي انعم الله عز وجل عليها، لتكون يدًا مثمرة وبربح مادي يغلق باب الحاجة والاحتياج.

ومن المهم أن نذكر أن النساء في ذلك أبدين شجاعة عملية وواصلن الحياة بشكل يليق بهن، وحتى كبيرات السن وجدناهن يعددن الخبز الحار في أماكن مخصصة للتسوق، هي أيادي سيدات لهن في الحياة المثالية رغبة وصبر، وضعن حصيلة خبرتهن وجهدهن ورغبتهن في النهوض بأنفسهن، في منتج من صنعهن، استطعن من خلاله تحقيق الكثير من التميز والابداع، فتيات وربات بيوت، وأمهات عملن بجد لإتقان ما يجيدن للعمل والعطاء، متمكنات على النهوض اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، وما هي سوى عنوان لقصص نجاح سيدات تحدين جميع الظروف وقهرنها، بجهد واصرار على أن يكون عنوانًا للسعي والاجتهاد.