حمزة مصطفى
فريدمان الذي يكتب مقالا شهيرا في النيويورك تايمز وصف ترامب في مقاله الأخير بهذه الصحيفة بأنه “ لا يفكر خارج الصندوق إنما يفكر خارج العقل”. هذا الوصف من كاتب أميركي مرموق من وزن فريدمان صاحب المؤلفات المهمة مثل “العالم مسطح” و”الليكزيس وشجرة الزيتون” بالغ الدقة عندما تضعه في ميزان العقل والمنطق. فهو حين يتحدث عن نقل نحو مليوني إنسان من وطنه إلى مكان آخر لكي يعمل من هذا المكان وطبقا لما وصفه قانون “السلطة الأميركية” بما أطلق عليه “ريفييرا الشرق الأوسط” فإنه يخالف المنطق والعقل والحق والتاريخ والجغرافية وكل المفاهيم والمفردات التي تعبر عن كيفية ارتباط الإنسان بأرضه وجذوره.
الذين تناولوا بالنقد أو الفرجة المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس ترامب مع الملك الأردني عبد الله الثاني في واشنطن شغلتهم لغة الجسد لا لغة الحق والمنطق والعقل والعاطفة والتاريخ والجغرافيا. كيف تصمد لغة الجسد حيال جنون رسمي وغير مسبوق”. ماذا يمكن ان يفعل الملك حيال رئيس يبيع ويشتري بالأوطان بكل فظاظة بل ورقاعة وكأنها ملك “اللي خلفوه”؟. كان ترامب يتحدث خارج العقل كما يقول فريدمان وهو دقيق ومحق بينما كان الملك يتحدث باللغة الدبلوماسية المعتادة بين الرؤساء وفي مثل هذه المناسبات. ترامب يقول نهجر كل سكان غزة ويرد عليه الملك سوف أستقبل 2000 مصاب منهم بأمراض. يتفاجأ ترامب من هذا العرض ويثني عليه ناسيا أو متناسيا مقترحه بتهجير كل الناس. ترامب يصر على موقفه والملك يقول له بلسان عربي مبين لدي شركاء في هذا الأمر من بينهم مصر والمملكة العربية السعودية.
النتيجة ودعونا من لغة جسد الأخوة البطرانين كان ترامب يتصرف كأي إنسان في رأسه لوثه ويحتاج “نربطه بالعباس” وبين ملك حاول قدر الإمكان مجاملة هذا الـ “خبل” الجالس بقربه وفي بيته الأسود. المثل يقول رب ضارة نافعة، فبالقياس إلى ما يريده ترامب من العرب فإن العرب ولأول مرة وبلغة واضحة قالوا لا.. سيعود ترامب مرغما إلى لغة العقل.. وتبقى لغة الجسد للأخوة.. البطرانيين.