المسرح التعبيري وتطبيقاته

ثقافة 2019/07/06
...

بغداد/ ابتهال بليبل
قدّم بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق محاضرة بعنوان: (المسرح التعبيري وتطبيقاته في المسرح العراقي/ مسرحية أمكنة اسماعيل أنموذجا) في جلسة أدارتها الدكتورة سافرة ناجي، وبحضور نخبة من الادباء والمثقفين وكذلك المهتمون بالمسرح. 
وقد كان ضيف الجلسة المخرج المسرحي ابراهيم حنون، الذي قدم العديد من الأعمال المسرحية، وشارك في مهرجانات عربية ودولية كثيرة. 
ويمثل حنون الجيل المسرحي الذي صيّر وعيه على أزيز الطائرات وصوت الرصاص، فكان وعيه الجمالي يرفض الحرب، لذلك هو يحاول أن يحتج على الحرب عبر المسرح التعبيري، حسب الدكتورة سافرة. 
وتحدث ابراهيم حنون خلال المحاضرة عن «أمكنة اسماعيل» وهو عرض مسرحي كتبه المؤلف هوشنك وزيري، وقدّم قبل ثلاثة أشهر، وهذا النص- حسب المخرج- كان زاخراً بالقيم التعبيرية وأن المرتكز الاول فيه هو الأداء التمثيلي، إذ أن المسرح التعبيري أساسه يقوم على عمل الممثل، وتجسيدا للفضاء المسرحي فقد قدّم العرض في مناخات طرحت أسئلة الموت والمكان والخارج والإصرار على البقاء.
وعدّ هذا النوع من الكتابة - كما يقول حنون - متأثرا بتيار الوعي والتعامل مع قضية اللاوعي، ففي أمكنة اسماعيل حاولنا أن نقدم عرضاً جمالياً داخلياً، بمعنى الانشغال بالفضاء بشكل كبير، لكن هذا العرض كان فيه تحدياً كبيراً، لوجوده في منطقة مختلفة، منطقة البوح الداخلي والعمل على شغل الممثل، لأنه عبارة عن شريط من الذاكرة وشريط من الخارج وتأثيرهما على المكان. 
وركّز حنون خلال حديثه عن العمل على قضيتين هما (الجنون والعقل) و (الخارج والداخل)، وقال: «ما بعد عام 2003 صارت كل الأشياء منفتحة، وهذا يعني من الممكن مغادرة المكان، ولكن هناك اصرار كبير عند بطل المسرحية في البقاء، ويتخيل العالم الخارجي والداخلي، كل هذا كان من الممثل وتداعياته التي خلقت حالة من التواصل مع الداخل والخارج، الخارج متغير والداخل متخيّل.
وحاول حنون بعرض «أمكنة اسماعيل» أن يقدم (طبخة) فيها أسئلة كثيرة منها (هل الخارج جحيم، هل من الممكن أن يؤثر الخارج في الداخل، هل أسئلة العقل أسئلة الجنون نفسها؟).
وتوقف المخرج حنون عند المسرح التعبيري، وانتقال الدرس الأكاديمي إلى الاحترافي، وكيف أنّه يحاكي مشكلات واشكاليات الفرد العراقي، وأيضا يحقق إضافة جمالية.
وتحدث الناقد فاضل ثامر خلال الجلسة عن معطيات المسرح التعبيري الذي جاء كردة فعل أساسية ضد المسرح الرومانسي، رغم انها بدأت أساسا في الفن التشكيلي في القرن التاسع عشر، وأنها كانت صرخة ضد المجتمع الرأسمالي واستعباده للفرد عبر تحول البطل لمتمرد، كما توقف ثامر عند مسرح اللامعقول والعبث بدرجات كبيرة، وأيضا الامور الشائعة الان في مسرح ما بعد الحداثة التي حاولت التركيز على حركة الجسد للتعبير عما في داخله عبر الأداء الجسدي واختزال دور الحوار. 
وكذلك تناول سيرة المؤلف المسرحي هوشنك وزيري وكيف أنه مسرحي طلائعي وذكي جدا، ومثقف استثنائي. كما وشارك الدكتور عقيل مهدي بمداخلة تحدث عبرها عن الصورة والمونتاج وروح المسرح العراقي واختلافها، كذلك تحدث الدكتور سعد عزيز عن البطل التعبيري الذي ينتقل بمحطات عديدة وصولا إلى لحظة الخلاص الكبرى التي يعيشها في نهاية العمل، وهذه شكلها الكاتب السويدي الكبير (أوغست ستريندبرغ) في ثلاثية (الطريق إلى دمشق)، وشخّصها كاتب ألماني (فولفجانج بورشرت) في مسرحية (في الخارج أمام الباب).