بغداد : سامر المشعل
تصوير: نهاد العزاوي
على وقع أنغام صوت المطربة أمل خضير، انثالت ذكريات المخرج جمال محمد بذاكرة متقدة منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي جاءت ضمن ندوة استذكاريَّة أقامتها اللجنة الثقافيَّة في نادي العلويَّة تحت عنوان "أغانٍ لا تغادر الذاكرة" حضرها جمعٌ غفيرٌ من المتابعين والمختصين بالشأن الفني، اكتظت به قاعة الديوان وقدمها الروائي صادق الجمل.
مقدم الجلسة تحدث عن تاريخ الفنانة أمل خضير وبداية مشوارها الفني تاركاً المايكرفون للفنانة المخضرمة للحديث عن تجربتها ودخولها الوسط الفني، مشيرة الى أنَّها دخلت من خلال تأثير شقيقتها سليمة خضير التي سبقتها الى عالم الفن، وكشفت عن أنَّها عملت مذيعة في إذاعة القوات المسلحة قبل أنْ تتحولَ الى الغناء، كما أنَّها قدمت خمس مسرحيات في مسيرتها الفنيَّة.
المخرج جمال محمد تحدَّثَ عن بدايته قائلاً: "منذ الابتدائيَّة كنت أتمنى أنْ أصْبحَ مخرجاً، وعندما نجحت من الإعداديَّة دخلت الى كليَّة الفنون الجميلة وبعد أنْ تخرجت في العام 1973 تعينتُ بوحدة الدراما، عملت مساعد مخرجٍ وبأقصر فترة زمنيَّة أصبحت مخرجاً، وأول أغنية عملت بها كانت "تغريد البلبل" لأمل خضير. ثم أخرجت أغنية "اتوبه من المحبة"، فقدمت خضير الأغنية وسط تفاعل الجمهور واستمتاعهم بأدائها.
وأشار محمد: "كانت هناك منافسة جماليَّة وشريفة مع المخرج عماد بهجت، الذي التزم بإخراج أغاني الفنانة سيتاهاكوبيان ثم تحولت العلاقة من فنيَّة الى عائليَّة وتكللت بالزواج، وأنا أحببت أغاني المطربة أمل خضير، وأخرجت أغلب أعمالها".
اعتزال الفنان
وبشأن اعتزالها الغناء، بينت خضير أنَّها تتمنى "الاستمرار بالغناء الى آخر نفس في حياتها، إذا أتيحت لها الظروف المناسبة طالما هناك جمهورٌ راقٍ يحب صوتها ويتابعها".
وأطربت خضير الحضورَ بباقةٍ من أغانيها التي جاءت متوافقة مع رغبة الجمهور ومنها: "أحاول أنسى حبك"، واغنية "انا انا ياطير"، و"فدوة"، و"سلم سلم" لتختتم الجلسة بأغنية "يا يمه ثاري هواي".
وأكدت خضير أنَّها "قدمت الأغاني البغداديَّة والتراثيَّة الصعبة وغنت الجورجينا الثقيلة وهذه النوعيَّة من الأغاني التي تتسم بالانتقالات المقاميَّة ليس بالسهولة غناؤها إذا لم يكن الصوت مُدرَّباً". مستذكرة بأنَّ "الملحن محمد جواد أموري ظلَّ يدربها لمدة طويلة لأداء جملة غنائيَّة في "من الشباك" التي جاءت من قصة واقعيَّة عاشتها".
منوهة الى "لجان فحص النصوص التي كان لها دورٌ كبيرٌ في تقديم الأغاني التي ترفع من مستوى التذوق عند الجمهور وتمنع ظهور الأصوات أو الكلام أو اللحن إذا لم يكن بمستوى عالي الجودة".
مشيرة الى أنَّ أغنية "سلم سلم" للملحن محمد عبد المحسن، قد اشتهرت بشكلٍ كبيرٍ جداً في الخليج العربي وأنَّها قدمت الكثير من الحفلات الناجحة في الكويت والإمارات وقطر وغيرها من الدول.
تصوير خارجي
أوضح المخرج جمال محمد بأنَّه دخل دورة في باريس في العام 1977 على الكاميرا المحمولة، وأراد أنْ يخرجَ الأغنية العراقيَّة من إطار التصوير داخل الاستوديو الى الفضاء الخارجي، وعلى الرغم من أنَّ هذه المحاولة اصطدمت ببعض الاعتراضات، إلا أنَّني أقنعتهم بهذه الفكرة وقدمت لأول مرة في تلفزيون العراق أغنيتين بالكاميرا المحمولة وهما أغنية "يا عزيز العين فدوة" لأمل خضير، وأغنية "روحي نجمة" للفنان الراحل صباح السهل".
ويواصل المخرج شريط الذكريات بذاكرة نقيَّة بأنَّه "عمل جلسة تصوير في محافظة البصرة وقدم خلالها أغنية أمل خضير "يا يمه ثاري هواي" في العام 1981 فنجحت الحلقة، الأمر الذي دعا وزير الثقافة آنذاك أنْ يأمرَ بأنْ تقامَ جلسة في كل محافظة، ويقول المخرج: "بعد ذلك قدمنا جلسة في محافظة الموصل ولأول مرة يظهر مغنٍ شابٌ بأغنية "ورد العشك" هو الفنان كاظم جبار الذي أصبح في ما بعد بالفنان كاظم الساهر، لكنه لا يذكر هذا الفضل للأسف".