اتحاد الادباء يحتفي بالملحن جعفر الخفاف

ثقافة 2025/02/19
...

 بغداد : رشا عباس 

 تصوير: نهاد العزاوي 


احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بالملحن جعفر الخفاف، لمناسبة صدور مجموعته الشعريَّة الأولى (يا كلَّ المنى) وسط حضورٍ لافتٍ امتلأت به قاعة الجواهري.

الجلسة أدارها الشاعر حازم الشمري وقال في مستهلها: "من خلال قراءاتي المتواضعة وتصفحي لديوان جعفر الخفاف وجدت أنَّ هذا الشاعر تدور قصائده حول معالم إنسانيَّة عميقة كالحزن والفقد والاشتياق والخذلان ونصوصه محملة بمشاعر الألم والحنين، حيث تتجلى فيه ذات الشاعر ككيانٍ مجروحٍ يتوزع بين الأمل واليأس والحب والجفاء وبين الحياة والموت".

وأضاف الشمري "تتناول قصائد الخفاف الطيفَ الذي يطارده ليصبح الحبيب كسائرٍ وهميٍ يمنح الأمل ثم يخطفه، الأمر الذي يعكسُ الصراعَ الداخلي بين الرجاء والخسارة، فضلاً عن قصائد أخرى استرجعت ذكرياته ومعاناته في مناجاة الحبيبة".

المحتفى به وضع ألحاناً لكثيرٍ من المسرحيات، وأعمالاً قدمها للسينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، لحَّنَ لمجموعة من المطربات والمطربين العراقيين والعرب. أول قصيدة كتبها في العام ١٩٧٧ أيام دراسته بمعهد الفنون الجميلة ببغداد بعنوان "يا حبيبي طال ليلي والسهاد" وبدأت كتاباته تتوالى، حتى مهرجان الحبوبي عندما قرأ على مسامع بعض الشعراء أبياته وشجعه أحد الشعراء للمضي بطريق الشعر وطباعة ديوانه الأول بالتعاون مع اتحاد الأدباء ليقدم نفسه اليوم ملحناً وشاعراً استطاع أنْ يمزجَ بين الكلمة والموسيقى ويجعل الجمهور مُنبهِراً بهذا الامتزاج الفني الجميل.

مقدم الجلسة ذكر الخفاف بـ" كلكامش" فقال: "لحن كلكامش الذي ألفته كمشروعٍ لتخرجي في معهد الفنون الجميلة والذي أشرف عليه المسرحي القدير سامي عبد الحميد، استمرَّ لسنتين متتاليتين كأفضل موسيقى خاصة بالمسرح، يعدُّ بمثابة فرصة ذهبيَّة أسست لشهرتي بين الطلبة وجعلتني أقدم عدداً من الأعمال المسرحيَّة لكبار المخرجين".

الخفاف ترك الحديث جانباً وأطرب الحضور والمحبين بالعديد من أغنياته القديمة والجديدة التي لحنها لكبار المطربين العراقيين والعرب.

شعراء تحدثوا عن هذه القامة اللحنيَّة التي كانت وما زالت لها بصمة في مجال الغناء العراقي منهم الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي، مبيناً كانت مفاجأة بالنسبة لنا أنْ نكتشفَ أنَّ الملحن جعفر الخفاف شاعرٌ ولديه نصوصٌ حقيقيَّة تستحق أنْ يُحتَفى بها حيث قدم نفسه ضمن كتَّاب القصيدة العموديَّة الغنائيَّة والاكتشاف الحقيقي هو قدرته على تطويع اللغة وتمكنه من إيصال فكرته وقصيدته مستفيداً من تجربته في المسرح.

مباركٌ للخفاف تلك الخطوة الجميلة التي تناغم فيها الشعر مع اللحن لتنتج أعمالاً خالدة وتبقى في ذائقة المتلقي.