سجايا المربي والتأثير في المتعلمين

اسرة ومجتمع 2025/02/23
...

وليد خالد الزيدي   


ينطلق العمل التربوي لكل من يمتهنه من مبدأين أساسيين أحدهما يتصل بالآخر، ولا يفترقان عن بعضهما، أولهما التعرف على النظريات والإلمام بالمفاهيم واستيعاب المعلومات وتدريسها للمتعلمين بكل أمانة وعلى كل المستويات، وثانيهما 

التقيد بالأحكام والالتزام بالضوابط التربوية والاستكانة لمبدأ القدوة الحسنة والتأثير في المتلقي الدارس، لا سيما في ما يخص الشعور بالإنسانية والتحلي بالأخلاق وتهذيب النفس وحملها على ما يزينها في عيون الآخرين، لكي يكون المربي قدوة حسنة ويرسم أجمل صور الأمل والسرور في وجوه المتعلمين ويكون مثلاً يحذو الآخرون على خطاه في الامتلاء الروحي والاعتداد بالنفس والابتعاد عن الأنانية ومغادرة التكبر والتعالي على الآخرين، لكي لا يتقمص شخصية الرياء والنفاق.     

    

أجواء مثاليَّة

العملية التربوية تنطلق من الواجب المناط بالتربوي ذاته، فهو يجب أن يأخذ دوره في التأثير الأبوي في تلاميذه أو طلابه لا سيما عطاؤه العلمي وتأصيل الأفكار السوية 

فيهم وغرس المفاهيم الوطنية والمجتمعية 

في نفوسهم، وهذا ما يتطلب إلى حد بعيد عدم النظر إلى مؤسسته التي يعمل فيها سواء كانت حكومية أو أهلية بأنها متجر يحصل منه أكثر مما يستحق شرعاً 

وقانوناً أو حينما لم يجد تلك الجزئية يرمي بثقله وجهوده في مواقع أخرى، بينما 

ساحته الواقعية هي المدرسة أو المعهد أو الجامعة التي ينتسب إليها، ومن جهة ثانية يجب إيلاء التربويين الأهمية والاحترام من قبل جميع شرائح المجتمع، ومنها المؤسسات الحكومية وعدم التقليل من شأن أي منهم وتهيئة الأجواء المثالية لعملهم، لا سيما في العلاقات الإنسانية ونظرة الاحترام لهم من قبل المشرفين عليهم ومديريهم في المؤسسات المختلفة. 

اضطراب العلاقات وتوترها بين أطراف العملية التربوية وقياداتها المعنية ينعكس بشكل كبيرعلى المستوى العلمي والتربوي، ومنها تدني بعض حالات أداء هذا القطاع في بلدنا مقارنة مع ما موجود في المؤسسات العربية والإقليمية والدولية؛ ذلك لأنها أصلاً غير منفصلة عن العملية التربوية 

الخارجية وهي جزء منها، بالإضافة إلى المشكلة الأزلية المتمثلة في تلكؤ تنفيذ مشاريع بناء المدارس رغم العقود المبرمة والوعود الكثيرة التي تتعلق بالأبنية المدرسية ومحاولات الحد من انعكاساتها السلبية، فتلك المشاريع رغم تنفيذ كثير منها، 

لكنها لم تكن بمستوى النقص الكبير في 

تلك الأبنية التي يفترض أن تستوعب 

الأعداد الكبيرة والمتزايدة من الفئات العمرية التي يستهدف زجها في الخطط التربوية.


خطط ومنهاج

تحسين أداء القطاع التربوي ليس بالأمر السهل، كما أنه ليس بالمستحيل، لأنه يتطلب عملاً دؤوباً وخططاً منهجية والنظر إلى مسألة رفع المستوى العلمي والمعرفي لكل الدارسين على مختلف المستويات بعين التفاؤل وهو ما يستوجب إعادة النظر بالطرق القديمة، لا سيما ما يخص المعلم لأنه محور كل العمليات التي تتعلق بتلك المسألة وضرورة تطوير مستواه ومواكبته لطبيعة المناهج العلمية والأساليب التربوية الحديثة باستمرار والاهتمام بمركزه الاجتماعي، بوصفه مربياً للأجيال وملهماً لحب العلم لدى المتعلمين، فهو من يمنحهم حبهم للدروس والإقبال عليها برحابة صدر ونفوس فرحة ووجوه مرحة، لا سيما في المراحل الدراسية الأولى.