الترامبيَّة المنفعلة

آراء 2025/02/26
...

 عبد الله حميد العتابي


يمكن تعريف الترامبية بأنها ظاهرة سياسية رافقت وصول الرئيس ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، وانتشرت في الساحة السياسية الاميركية وتطورت بسرعة لتتحول إلى حركة اجتماعية وثقافية تمتد لتتجاوز شخصيته الفردية، ويمكن تعريف الترامبية أيضا على أنها مزيج من الشعبوية اليمينية والقومية، اذ ركز ترامب على خطاب يعارض النخب السياسية التقليدية، وأعرب عن انزعاج قطاع واسع من الشعب الأميركي من تأثير العولمة والهجرة والتهديدات المزعومة من المؤسسات الليبرالية.  وبعد دعوات الرئيس الأميركي ترامب لضم كندا واعتبارها الولاية 51، على الرغم من أن مساحتها تفوق مساحة الولايات المتحدة، فضلا عن دعواته لاحتلال قناة بنما اضف إلى ذلك دعوته للاستيلاء على 

غرينلاند. 

وهنا من حقنا أن نتساءل ما الفرق بينه وبين هتلر الذي اكتسح أوروبا؟ ما الفرق بين ترامب وبين موسليني، الذي اجتاح القرن الافريقي؟ والسؤال الأهم ما الفرق بينه وبين صدام، الذي ضم الكويت وجعلها 

المحافظة 19؟. 

وأكرر التساؤل ما الفرق بين الحزب الجمهوري الأمريكي – حزب ترامب – وبين الحزب النازي أو الحزب الفاشي أو حزب البعث المحظور . يقينا  نفس الفكر ونفس العقلية، فمشروع ترامب لتهجير سكان غزة  من مدينتهم بعد تعرضهم لإبادة قل مثيلها في التاريخ الإنساني، ويذكرنا بالتهجير الذي قام به صدام بحق الشعب الكردي وتهجير ستالين للشعوب الرافضة لحكم الحزب

 الشيوعي.

 نفس الفكر لكن بغطاء ليبرالي كاذب. من يتابع قرارات ترامب ونهجه سيجد أن الترامبية، تروج لسحق الطبقة العاملة لكونه اصدر قرارا بحل المؤسسة التي تمنع التجاوز على حقوق العمال، ليس هذا فحسب، فقد ألغى مؤسسة أخرى تحمي حقوق المستهلك. والمفارقة أنه أمر بطرد 22 ألف موظف فيدرالي، وذهب ترامب أبعد من ذلك بأن شرعن الفساد وحمى الخارجين عن  القانون وعفا عن حاكم فاسد باع منصب عضو مجلس الشيوخ وعن عمدة نيويورك المتهم بالفساد مما ادى إلى استقالة (7 ) مدعين عامين، لأنهم رفضوا أوامر إنهاء قضية العمدة الفاسد.