وليد خالد الزيدي
لم تتخط التوجهات العامة للعلاقات الخارجية العراقية تحليل الاحداث الدولية التي تجري في مواقع متعددة من عالم اليوم لاسيما ونحن نقع في قلب العالم بكل احداثه ومتغيراته المتسارعة وانعكاساتها الإنسانية على مجمل شعوب المنطقة فضلا عن أساليب القياس والاعتبار لمنطق النتائج المترتبة عليها وادراك مسارات العلاقات الدولية بشكلها الواقعي وصورتها الراهنة واستشراف طبيعتها المستقبلية استنادا على المعطيات المتاحة وتوقعات بأحداث قاهرة أو فوق مستوى التوقع والتي تسعى الحكومة العراقية إلى وضع بدائل مناسبة لها وتحديد اثارها اذا ما كانت خطيرة في حالة تغير الظروف والأحوال أو الافتراضات التي بنيت على أساسها وقائع الاحداث في منطقتنا العربية ومحاولة جادة وواثقة لتحسين افاق العلاقات العراقية ـ الخارجية مع دول العالم المختلفة.
القرارات التي اتخذتها الحكومة العراقية بالانفتاح نحو دول العالم المختلفة وفتح افاق العمل الدبلوماسي مع اطراف متعددة انما تقع ضمن أولويات السياسة الخارجية للعراق وتاكيد واضح على ان مصالح الوطن وأهداف الحكومة ليست سوى صناعة وطنية انتجتها غايات ذاتية ملحة وضرورية داخلية لاسيما زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لجمهورية التشيك والتي مهدت للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن التي جرت احداثه في ألمانيا فضلا عن زيارته للعاصمة البريطانية لندن ودول وعواصم اخرى هي استمرار للنهج الوطني في توسيع اطر المشاورات التي تجريها الحكومة مع الدول الإقليمية والغربية لحثها على تبني مواقف ايجابية لدعم التوجهات الوطنية لسياسته الخارجية واهمية التفاعل بين العراق والبلدان الاخرى والمنظمات الدولية فضلا عن سياسة الاصلاح في كافة جوانب الحياة الداخلية.
العراق في الظروف الحالية بامس الحاجة إلى تبني مواقف من شانها تعزيز ثوابته على مستوى القضايا القومية التي يتبناها كدولة فاعلة في المحيط العربي من جهة وعلاقاته الدبلوماسية بموجب التزامته مع النظام الدولي واعرافه الانسانية من جهة اخرى فمصالح العراق وخدمة شعبه انما هي المحرك الرئيسي لكشف ضروريات سياسته الخارجية والتقارب مع اطراف دولية معروفة وهو انعكاس للواقع الاقليمي بما يتلائم ومصالح امنه الوطني وتعزيز علاقاته المختلفة مع الدول الأوروبية بروابط متوازنة مع دول آسيا وافريقيا ودول محورية اخرى فضلا عن تعزيز التفاهمات مع الدول الاسلامية وبلدان الخليج لاعادة صياغة سياسة خارجية واسعة ولكي لا تقتصر على التحالفات الدولية فحسب انما تاخذ مديات واسعة على طريق بناء علاقات ثنائية تحقق مصالح البلد وحاجات الشعب العراقي الضرورية الملموسة.
ومن جملة ما تسعى اليه الحكومة في الوقت الحالي نشر صورة واضحة المعالم لكل شعوب المجتمع الدولي لبيان مدى استقراراً العراق وترجمة حية لقدرته على المضي نحو تحقيق تنمية وطنية شاملة ونسبة التفاعل الشعبي المتصاعد مع الجهود المبذولة في تطوير الاداء المؤسساتي باعتباره من الأولويات الحكومية للنهوض بمستوى الخدمات وتحسين واقع المجتمع بعد عقود من التحديات التي واجهت مواطنيه وعرقلت مسيرة حياتهم اليومية البسيطة.